شب حريق مهول، في الساعات الأولى من فجر يوم الجمعة الماضي، في الجناح رقم 7 في «سوق الثلاثاء» في إنزكان. وقد أدى الحريق الذي شب حوالي الساعة الثالثة والنصف صباحا إلى احتراق السلع المتواجدة في حوالي 12 محلا تجاريا قدرت الخسائر فيها بمئات الملايين. وتعود أسباب الحريق، حسب ما هو متداوَل بين التجار، إلى تماس كهربائي، في حين قال البعض الآخر إن بعض الشبان كانوا يقضون ليلتهم في أحد المحلات التي انطلقت منها النيران، بسبب استعمالهم قنينةَ غاز، لغرض من الأغراض. ولحسن حظ التجار أن المكان الذي توجد فيه الدكاكين التي احترقت محاذٍ للجدار الشمالي للسوق، مما مكن رجال المطافئ من تطويق الحريق وإلا لكانت العواقب كارثية أكثر، خاصة وأن المحلات داخل السوق متقاربة جدا وتتوفر على ملابس سريعة الاشتعال وكذا لقربها من زنقة الحدادة والنجارة. وقد حضرت السلطات الإقليمية، وعلى رأسها عامل عمالة أيت ملول، كما حلت جميع قوات الأمن بالمكان. ويعتبر الحريق الحالي الثاني من نوعه الذي يتعرض له «سوق الثلاثاء»، حيث كان قد تعرض في نفس الشهر من السنة الماضية إلى حريق في الجهة الجنوبية من السوق، وأدى ذلك إلى خسائر فادحة في بضائع التجار ودكاكينهم، حيث تعطلت حركة التجارة في هذا الجناح لما يقارب التسعة أشهر، ولم يستأنف الجناح حركيته العادية إلا مؤخرا. وقد أعاد الحريق الجديد الذي شب في «سوق الثلاثاء» قضية تأهيل هذا السوق إلى الواجهة من جديد، خاصة بعد أن تكررت تصريحات المسؤولين في المجلس البلدي حول ضرورة تأهيل هذا السوق. وقد صب التجار جامَ غضبهم على ما أسموه تماطل المجلس البلدي في إخراج مشروع تأهيل «سوق الثلاثاء» إلى الوجود في أسرع وقت. ويعاني «سوق الثلاثاء»، حسب إفادات التجار التي استقتها «المساء» من عين المكان، إلى غياب شروط الصحة والسلامة داخل السوق، بسبب الاكتظاظ وإغلاق الممرات من طرف الباعة المتجولين وغياب تغطية شاملة للكهرباء، حيث يعمد بعض التجار إلى استعمال محول كهربائي واحد لأكثر من دكان، فضلا عن تكديس كميات هائلة من السلع في أماكن لا تتوفر لا على التهوية ولا على آليات الحماية من الحريق.