أطلق المغرب وإسبانيا٬ يوم الجمعة المنصرم، بنيويورك٬ رسميا مبادرتهما المشتركة للوساطة بمنطقة المتوسط٬ التي تروم تعزيز الحوار والتسوية السلمية للنزاعات٬ وفقا لميثاق الأممالمتحدة. كما تهدف هذه المبادرة٬ التي جرى إطلاقها خلال اجتماع وزاري حضره العديد من الوزراء والمسؤولين بالمنطقة المتوسطية٬ على هامش أشغال الدورة 67 للجمعية العامة للأمم المتحدة٬ إلى تعزيز جهود الوساطة، باعتبارها آلية لوضع حد للنزاعات بطرق سلمية٬ تماشيا مع الجهود الأممية في هذا الصدد. وأكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني٬ في كلمة خلال هذا اللقاء٬ أن انخراط المغرب في تعزيز مختلف مبادرات الوساطة٬ بتعاون مع الدول الأعضاء في الأممالمتحدة٬ نابع من إيمانه الراسخ بأن الدبلوماسية الوقائية وسيلة ناجعة للتسوية السلمية للنزاعات. وأوضح أن المغرب وإسبانيا يسعيان من خلال هذه المبادرة٬ التي تأتي في ظرفية تشهد فيها منطقة المتوسط العديد من النزاعات٬ إلى تطوير الوساطة كآلية للوقاية والتسوية السلمية للنزاعات٬ من خلال تعزيز القدرات الوطنية في هذا المجال عبر إشراك المجتمع المدني والأوساط الأكاديمية. وأضاف أن المغرب وإسبانيا اقترحا٬ في هذا السياق٬ بتشاور مع الدول الأعضاء بالمنطقة المتوسطية٬ تنظيم لقاءين حول الوساطة٬ الأول بإسبانيا خلال شهر نونبر المقبل بمدريد٬ والثاني بالرباط سنة 2013، بشراكة مع مجموعات تفكير مغربية وإسبانية٬ من أجل بحث سبل تعزيز القدرات الوطنية ودور الجامعات والمجتمع المدني في مجال الوساطة والنهوض بدور المرأة في الوساطة. من جهته٬ أعرب وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإسباني، خوسيه مانويل غارسيا مارغالو، في تصريح للصحافة٬ عن ارتياحه لهذه المبادرة المشتركة بالنظر إلى أنها "تجمعنا ببلد قريب منا٬ هو المغرب٬ وتهم منطقة المتوسط التي تعتبر فضاء حيويا لإسبانيا٬ فضلا عن أنها تسعى إلى تعزيز الحوار لحل النزاعات بطريقة سلمية". وأشار إلى أن أهمية هذه المبادرة٬ التي تسعى٬ في المقام الأول٬ إلى وضع آليات ناجعة للوساطة٬ والتكوين في هذا المجال٬ تكمن في دعم القدرات الوطنية وإشراك المجتمع المدني.