أكدت لطيفة العبيدة، الكاتبة العامة لجمعية للاسلمى لمحاربة داء السرطان٬ أن مختبر "روش" سيصاحب الجمعية في تفعيل شراكاتها مع الدول الإفريقية التي جرى الشروع في تنفيذها مباشرة بعد مؤتمر مراكش حول محاربة داء السرطان بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في يناير 2012 . وأوضحت العبيدة، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ أن مختبر "روش"، الذي وقعت معه الجمعية اتفاقية من أجل تحسين الولوج إلى العلاج لفائدة مرضى السرطان بأربعة عشر بلدا إفريقيا٬ ببال (سويسرا)، أول أمس الأربعاء، خلال حفل ترأسته صاحبة السمو الملكي الأميرة للاسلمى، رئيسة جمعية للاسلمى لمحاربة داء السرطان٬ يعتبر من الشركاء الأساسيين للجمعية٬ مشيرة إلى أن هذا المختبر، الذي يعد أكبر مساهم في برنامج توفير الأدوية المجددة للمرضى ذوي الدخل المحدود، يدعم برامج البحث والتكوين والتشخيص المبكر، منذ تأسيس الجمعية. وذكرت العبيدة، في هذا السياق، بأن صاحبة السمو الملكي الأميرة للاسلمى، أكدت في عدة مناسبات، أن أرقام الإصابات الجديدة والوفيات بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا هي أرقام مهولة ( مليون حالة جديدة و800 ألف وفاة سنويا)، في غياب شبه تام للاستراتيجيات والوسائل الضرورية لمواجهة هذا الوضع الكارثي. وقالت إن هذا ما جعل صاحبة السمو الملكي الأميرة للاسلمى تتعبأ في اتجاهين أساسين، الاتجاه الأول هو الترافع في المحافل الدولية لجعل المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية إزاء هذا الوضع٬ وهذا ما جرى بالفعل في نيويورك في الاجتماع رفيع المستوى لمنظمة الأممالمتحدة حول الأمراض غير السارية، في شتنبر 2011، وفي مراكش عند ترؤس سموها للندوة الدولية حول محاربة داء السرطان بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في يناير 2012، وكذا في الخطاب الذي وجهته، كضيفة شرف، في الدورة الخامسة والستين للجمعية العامة للصحة المنعقدة بجنيف، يوم 22 ماي الجاري. وأوضحت أن هذا الترافع يتمحور حول عدة مطالب أساسية منها إدراج محاربة مرض السرطان ضمن أولويات المجتمع الدولي والتعبئة بهدف التصدي الحازم لهذا الداء الفتاك، وإحداث صندوق دولي للعلاج من داء السرطان والوقاية منه، على غرار ما جرى بالنسبة لداء السيدا والعمل الملموس على تقليص الفوارق الصارخة في مكافحة هذا الداء بين بلدان الشمال والجنوب وبين دول الجنوب فيما بينها وتوسيع رقعة التعاون الدولي، علاوة على تكثيف وتعميق التعاون جنوب – جنوب، وإحداث مرصد دولي للأدوية المضادة للسرطان بهدف تمكين الدول من المعلومات اللازمة بشان أثمنة الأدوية و جودتها و مراكز الإنتاج المؤهلة وغيرها من المعلومات بما يفيد المرضى وذويهم ويسهل ولوجهم إلى الدواء والعلاج. أما الاتجاه الثاني، تضيف العبيدة، فيتجلى في العمل الميداني من خلال تقديم الدعم للدول الشقيقة والصديقة، في إطار التعاون جنوب - جنوب٬ وهذا ما تمخضت عنه ندوة مراكش التي شهدت توقيع اتفاقيات للشراكة مع عدة دول إفريقية، بهدف تقاسم التجربة، والمساهمة في صياغة الاستراتيجيات وتكوين الأخصائيين، وتنظيم حملات التوعية والتحسيس، وكذا توفير دور الحياة٬ مضيفة أن الاتفاقية الموقعة مع مختبر روش تندرج في هذا الإطار. وأبرزت الكاتبة العامة لجمعية للاسلمى لمحاربة داء السرطان٬ أن الجمعية بفضل عملها الميداني والدؤوب أصبحت فاعلا أساسيا في مجال محاربة داء السرطان سواء على الصعيد الوطني أو الدولي. وتابعت أن الرؤية التي بلورتها الجمعية في هذا المجال، والمقاربة الشمولية والتشاركية التي تميز تدخلاتها، والحكامة الجيدة التي تنهجها والنتائج الملموسة التي استطاعت تحقيقها في أجل لا يتعدى ست سنوات في مجالات التحسيس والوقاية والتشخيص المبكر والتكوين والبحث، والتكفل بالمرضى والدعم الاجتماعي والنفسي لهم ولذويهم جعلها تحظى باحترام وتقدير كبيرين في المحافل الدولية وجعل كلمة رئيستها، سمو الأميرة للاسلمى، كلمة مسموعة.