مهدي بلخياط، فاعل جمعوي بعدة جمعيات ثقافية اجتماعية ومهنية ورياضية وسياسية. رغم مشاغله المهنية في قطاع النسيج والألبسة، انخرط بلخياط في العمل الجمعوي إيمانا منه بضرورة العمل بقرب من القضايا الاجتماعية، التي تحتاج إلى تضامن وتكافل وذلك ليس عن طريق الإعانات المادية فحسب، بل بتسخير بعض الوقت، الذي يسمح بالقيام بمبادرات وبتحقيق مشاريع لفائدة من هم بحاجة إلى ذلك. انطلاقا من هذا التصور، أسس مهدي بلخياط المكتب الجهوي، جهة فاس بولمان، لجمعية "المستقبل" كفرع للجمعية الوطنية الكائن مقرها المركزي بالرباط، وجرى انتخابه رئيسا جديدا، مرة أخرى، برسم 2012- 2015، حتى يواصل المهمة النبيلة المعهود للفرع بها، وهي تحسين الشروط الطبية والاجتماعية لعلاج سرطان الأطفال بالمغرب. عن هذا الدور، وعن معاناة الأسر الفقيرة مع أطفالها المصابين بالسرطان، يتحدث مهدي بلخياط في هذا الحوار. ما هو الدور الذي تلعبونه في مجال مساعدة الأطفال المصابين بالسرطان، سواء على مستوى العلاج، أو تمكينهم من التعليم والتربية؟ - منذ تأسيسه في فبراير 2008، والمكتب الجهوي لجمعية المستقبل بفاس يدعم ماديا بشرائه الأدوية، والتكفل بالتشخيص، عن طريق إجراء الفحوصات والتحاليل والأشعة... وكذا جلب تذاكر السفر لنقل الأطفال المصابين من منطقة فاس إلى مركز الاستشفاء بالرباط، دون إغفال تأسيس سنة 2010 لوحدة الأنكولوجيا للأطفال، داخل المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس، ويستقبل الأطفال أقل من 16 سنة الذين يعانون داء سرطاني متطور وخبيث، وقد جرى، إلى غاية سنة 2011 تشخيص 102 حالة إضافة إلى 165 حالة موجودة. ما هي الحاجيات الضرورية لهؤلاء الأطفال؟ وما هي إمكانياتكم لمساعدة الطفل والأسرة على تدليل الصعوبات التي يواجهونها؟ - هي احتياجات مادية بصفة عامة، إذ إن أغلبية الأطفال المتكفل بهم هم من أوساط فقيرة ومعوزة في المنطقة. فأحيانا نضطر إلى التكفل بنقل الطفل، بإمكانياتنا الخاصة إلى المركز الاستشفائي بفاس، من أجل العلاج. وبفضل مساعدات المنخرطين وأعضاء الجمعية وعدة هبات من المحسنين، وكذا مساعدات المجلس الجهوي لفاس، فإننا نتمكن من مواصلة الكفاح من أجل تحقيق احتياجات الأطفال المختلفة المرتبطة بعلاجهم. هل تؤمنون حقا بشفاء هؤلاء الأطفال من مرض غالبا ما يفضي إلى وفاة؟ - كل الإيمان، وبكل قوة، فإذا كان التشخيص مبكرا، يمكن الشفاء من سرطان الطفل. حاليا، نصل إلى نسبة شفاء تتعدى 80 في المائة، بفضل حملاتنا التحسيسية، وشراكتنا مع وزارة الصحة والمركز الاستشفائي الحسن الثاني وعدد من أطباء القطاع الخاص. بنظركم، كيف يمكن مساعدة هؤلاء الأطفال على تجاوز محنتهم وآلامهم؟ - على الصعيد الاجتماعي، نحن نعمل طيلة السنة على تنظيم حفلات وأمسيات داخل المركز الاستشفائي، وتوزيع الألعاب والكتب والهدايا، وهذا يجعلنا نكون بجانبهم أكبر وقت ممكن والتخفيف عنهم بعض من تعبهم وآلامهم. كما نقوم بجمع تبرعات من المواد الغذائية بمناسبة شهر رمضان لفائدة عائلات الأطفال المرضى. أيضا قمنا بتوظيف مساعدتين اجتماعيتين للاعتناء بالأطفال ومرافقتهم في يومهم واللعب معهم في قاعة الألعاب المجهزة أيضا بمكتبة وتلفزة وجهاز فيديو والعاب تربوية، وتهتم أيضا بمرافقة الآباء على المستوى النفسي، منذ علمهم لأول مرة بمرض أطفالهم وطيلة مراحل العلاج. كيف تقيمون مستوى التضامن والتبرعات التي تخص مساعدة الجمعية على أداء مهمتها؟ - الحمد لله، نجد أن المجتمع المدني والمحسنين يتضامنون بشكل مكثف كل يوم، مع هؤلاء الاطفال، لكن ومع ذلك، فنحن نجهد يوميا، من أجل جمع الأموال، لأن التكلفة الإجمالية للطفل الواحد من التشخيص إلى نهاية العلاج، يمكن أن تبلغ من 40 إلى 50 ألف درهم، علما أن منذ فبراير 2008، بلغنا تحمل تكاليف أزيد من 250 طفلا. في نظركم، ما هي العوامل الأساسية، التي تجعل المرض يتفشى وسط الأطفال بهذا الشكل المخيف؟ - صراحة، لست مختصا في المجال للحديث عن أسباب تفشي المرض، حتى أجيب بكل موضوعية، لكن، برأيي، الأمر يعزى إلى البيئة، وجودة المياه، والصحة، وعدد من العوامل الجينية، التي ينبغي للعلم أن ينكب على دراستها.