تشهد أسواق الخضر والفواكه، هذه الأيام، موجة متصاعدة من الغلاء، حطمت فيها أسعار بعض المنتوجات رقما قياسيا. ويرى مهنيون أن الخاسر الأكبر هما الفلاح والمستهلك في حين، دعا آخرون إلى تدخل الحكومة من أجل تنظيم تسويق المنتوجات الفلاحية بعيدا عن الاحتكار والمضاربات. وعزا أحمد الضراب، الكاتب العام للجمعية المغربية لمنتجي ومصدري الحوامض في المغرب (أسبام)، أسباب ارتفاع أسعار الخضر والفواكه إلى أحوال الطقس، المتمثلة في الصقيع وموجة البرد، موضحا أن هذا العامل أثر على المنتوجات الفلاحية، خاصة الخضر، والفواكه، بنسبة أقل. وقال الضراب، في تصريح ل "المغربية"، إن "موجة البرد صاحبها جفاف حاد، ما انعكس بحدة على المنتوجات الفلاحية ذات الاستهلاك الواسع في السوق الداخلية، ونعلم أن أغلب المنتوجات الموجهة إلى الشرائح العريضة من المواطنين تزرع في الأراضي العارية، عكس البيوت المغطاة، التي تضررت بشكل طفيف". وبخصوص إنتاجية البيوت المغطاة، أكد الضراب أن جزءا كبيرا منها يوجه نحو التصدير وفق عقد واتفاقيات مبرمة من قبل مع مستوردين، وأن النسبة المتبقية تخصص للمركبات التجارية الكبرى. إلا أن المتحدث اعتبر أن أسباب الغلاء الحالي لا ترجع فقط إلى أحوال الطقس، مؤكدا أن "المضاربات تفشت بشكل واسع، ما يؤثر على المنتج والمستهلك النهائي، وينهك القدرة الشرائية للمواطنين من ذوي الدخل المحدود"، داعيا الحكومة إلى "تنظيم مجال تسويق المنتوجات الفلاحية، بعيدا عن التلاعبات والممارسات المعتمدة من قبل الوسطاء والمحتكرين". كما دعا إلى تعزيز دعم الدول للقطاع الفلاحي، لأهمية دوره في الحفاظ على استقرار الأسعار والأسواق. من جهتته، قال بوجمعة الرحيمي، خضار بمنطقة عين الشق بالدارالبيضاء، ل"المغربية"، إن "أسعار الخضر ترتفع هذه الأيام بشكل جنوني، فسعر الفاصوليا (اللوبية) قفز إلى 40 درهما، والخيار إلى 10 دراهم، والبطاطس والجزر إلى 6 دراهم، والطماطم إلى 7.50 دراهم، والباذنجان والفلفل إلى 10 دراهم، والشيفلور إلى 7.50 دراهم". وأبرز الرحيمي أن هذا الغلاء لم يستثن الفواكه، موضحا أن التفاح من النوع الجيد ارتفع إلى حدود 18 درهما، والتوت إلى 15 درهما، والموز المستورد إلى 13 درهما. في السياق نفسه، اعتبر محمد السبكي، مدير سوق الجملة للخضر والفواكه، في تصريح ل"المغربية"، أن هذه الفترة من كل سنة تعرف ارتفاعا ملحوظا في أسعار الخضر، موضحا أن الفاصولياء تبلغ في سوق الجملة بين 12 و15 درهما حسب جودتها، وأن جزء من محاصيلها يوجه نحو التصدير. وأكد السبكي أن "تراجع موجة البرد وعودة الدفء، سيسمحان بانتعاش الزراعات الربيعية بالأراضي العارية، ما سيمكن من تحقيق عرض وافر، سيحول دون استمرار ارتفاع الأثمان". وحول الأسعار المعمول بها يوم أمس بسوق الجملة للخضر والفواكه بالدارالبيضاء، أوضح السبكي أن سعر البطاطس تراوح بين 1.60 و2.20 درهم، أما الطماطم فتراوح سعرها بين 1.70 و3.30 دراهم، والجزر بين درهم و2.40 درهم، والبصل الأخضر بين 80 سنتيما و1.30 درهم، والبادنجال والفلفل بين 3.50 و5 دراهم، واللفت بين درهم و1.50 درهم، الشفلور بين 1.30 ودرهمين.