شهدت أسعار الخضر خلال الأسابيع الأخيرة وإلى غاية اليوم الخميس، موجة غلاء غير مسبوقة، مسجلة أثمنة قياسية على مستوى أسواق التقسيط، همت المواد الأكثر استهلاكا من قبل كل الشرائح الاجتماعية، باستثناء البطاطس والجزر، وضاهى ثمن بعضها أثمان بعض الفواكه المحلية والمستوردة.وبلغ سعر الطماطم في هذا الإطار أزيد من 17 درهما للكلغ الواحد، في حين قفز البادنجال إلى قرابة 15 درهما، أما القرع الصغير فتخطى سعر عشرة دراهم، ووصل سعر الخرشف إلى 10 دراهم، وكلها أسعار تعجيزية مقارنة مع القدرة الشرائية للفئات المحدودة والمنعدمة الدخل. وأفاد محمد السبكي، مدير سوق الجملة للخضر والفواكه بالدارالبيضاء، في تصريح ل "المغربية"، أن الأسعار المعتمدة داخل سوق الجملة لا علاقة لها بما هو معمول به خارجها، موضحا أن جميع الخضر متوفرة حاليا بأسعار معقولة، باستثناء الطماطم (البكرية)، التي تقلص إنتاجها داخل البيوت المغطاة بالجنوب نتيجة موجة البرد والأمطار المتواصل، إضافة إلى عامل التصدير، الذي سيتراجع خلال الأسابيع القليلة المقبلة، مع بداية ارتفاع درجات الحرارة جنوبإسبانيا. وحول لائحة الأسعار المتداولة يوم أمس الأربعاء بسوق الجملة، أبرز السبكي، أن الطماطم تراوحت بين 6 و9 دراهم، والبادنجال بين 2.50 و3 دراهم للكلغ، مشيرا أن هذه الفترة تتزامن مع نهاية الجني، وأن أسعار هذا المنتوج الفلاحي ستتراجع أواخر شهر أبريل مع بداية الجني من جديد. وبخصوص أسعار باقي الخضر، أشار السبكي، أن القرع ، تراوح سعره أمس الأربعاء حسب حجمه، ما بين 2.60 و4.20 دراهم، والبطاطس ما بين 1.60 و2.40 درهم، أما الفول فبلغ سعره 2.50 و3.20 دراهم، والجلبان ما بين 4 و5 دراهم، والجزر ما بين 80 سنتيما و1.20 درهم، والفلفل ما بين 3 و4.20 دراهم، والبصل الأخضر ما بين 1.40 و1.80 درهم، والبصل اليابس ما بين 4 و6 دراهم، والشيفلور ما بين 1.40 و2.60 درهم. وأضاف السبكي أن الارتفاع الذي هم أسعار الخضر عموما، يرجع بشكل عام إلى أجواء الطقس المطير، وصعوبة الولوج إلى الحقول، نظرا لتضرر المسالك الطرقية، موضحا أن الحقول العارية، شهدت صعوبات كبيرة في الإنتاج، باستثناء زراعات الجزر والبطاطس واللفت، التي تنضج تحت قشرة الأرض. وبعيدا عن سوق الجملة، تعرف أسواق الخضر بالتقسيط، فوضى الأثمنة تحت يافطة حرية الأسعار، ووصف متبضع بسوق باب مراكش البلدي، هذا الغلاء بالفوضى والتلاعبات، إذ عزا ما يجري إلى استفحال المضاربات بشكل صارخ، دون مراعاة المصلحة العامة وميزانية الأسر. وفي مقابل أثمنة الخضر الملتهبة، تسجل أسعار الفواكه بالتقسيط استقرارا مستمرا، إذ يبلغ سعر التفاح من النوع الجيد 13 درهما كأقصى حد له، في حين لا يتجاوز سعر الموز الجيد المستورد 12 درهما، والإجاص 16 درهما، والبرتقال 5 دراهم. وسجل الرقم الاستدلالي للأثمان عند الاستهلاك خلال شهر فبراير الماضي، ارتفاعا بنسبة 0.9 في المائة مقارنة مع الشهر السابق. وأوضحت المندوبية السامية للتخطيط، في مذكرة حول الرقم الاستدلالي للأثمان عند الاستهلاك، أن هذا الارتفاع نتج عن تزايد كل من الرقم الاستدلالي للمواد الغذائية بنسبة 2.0 في المائة والرقم الاستدلالي للمواد غير الغذائية بنسبة 0.1 في المائة. وأضافت أنه بالنسبة للمواد الغذائية، فقد همت الارتفاعات المسجلة ما بين يناير وفبراير الماضيين، على الخصوص، "الخضر" بنسبة 17.5 في المائة و"الفواكه" بنسبة 0.5 في المائة، في حين انخفضت أثمان "الزيوت والذهنيات" بنسبة 1.5 في المائة، و"الخبز والحبوب" و"الحليب والجبن الأبيض" بنسبة 0.4 في المائة. وعلى مستوى المدن، سجلت أهم الارتفاعات في العيون بنسبة 1.8 في المائة، وسطات ب 1.7 وبني ملال، والداخلة، ب 1.5 والحسيمة ب 1.4 في المائة. وبالمقارنة مع الشهر نفسه من السنة السابقة، سجل الرقم الاستدلالي للأثمان عند الاستهلاك ارتفاعا ب 0.1 في المائة خلال شهر فبراير2010 . ونتج هذا الارتفاع عن تزايد أثمان المواد غير الغذائية ب 1.2 في المائة، وتراجع أثمان المواد الغذائية ب 1.2 في المائة بالنسبة للمواد غير الغذائية، إذ تراوحت نسب التغير ما بين انخفاض قدره 1.8 في المائة بالنسبة للمواصلات وارتفاع قدره 3.8 بالنسبة للتعليم. وعلى هذا الأساس، يكون مؤشر التضخم الأساسي، الذي يستثني المواد ذات التقلبات العالية، عرف خلال فبراير الماضي انخفاضا ب 0.1 بالمقارنة مع يناير 2010 وارتفاعا ب 0.2 في المائة بالمقارنة مع شهر فبراير2009.