على إثر اختطاف أحد شيوخ قبيلة الركيبات، محمد الوالي ولد مولود ولد باهدي، القاطن بمخيم "القلتة"، من قبل ميليشيات البوليساريو، رفقة ابنتيه وولده واختفائهم عن الأنظار، طيلة أسبوع كامل قررت "رابطة الصحراويين المغاربة بفرنسا وأوروبا" تنظيم حملة إعلامية لإشعار الرأي العام الأوروبي والدولي بواقع الصحراويين في المخيمات. وقال رئيس الرابطة، مولاي المهدي الإدريسي الزيني، أول أمس الخميس، في تصريح ل"المغربية"، إن "الرابطة تدين، عبر كافة فروعها ومندوبيها داخل المغرب وخارجه، اختطاف هذه الأسرة، وتحمل كامل المسؤولية لجبهة البوليساريو عن هذا العمل الشنيع". وطالب الزيني الجهات الحقوقية الدولية بالضغط على البوليساريو، لوقف مسلسل الاعتقالات، وتفادي تكرار عمليات الاختطاف والاختفاء القسري، مثلما حدث للشيخ الضرير، محمد الوالي وعائلته، مشيرا إلى أن اعتقالهم واقتيادهم إلى وجهة مجهولة جرى على خلفية منعهم من الالتحاق بالتراب المغربي، عندما كانوا، ضمن 18 شخصا آخرين، يريدون الهروب من مخيمات تندوف. وأضاف الزيني أن البوليساريو، في الوقت الذي تمنع فيه هذه العائلة وصحراويين آخرين من مغادرة المخيمات، تمنع مصطفى سلمى من دخول تلك المخيمات، وقال "إنها مفارقة عجيبة، يجب أن ينتبه إليها الرأي العام الدولي، كي يعرف أن البوليساريو وضعت لأهداف غير معلنة، وتخوض صراعا بالوكالة ضد الوحدة الترابية للمغرب". وأكد رئيس "رابطة الصحراويين المغاربة بفرنسا وأوروبا" أن ترتيبات يجري وضعها بالتنسيق مع جمعيات صحراوية ومنظمات حقوقية، عبر بعض البلدان الأوروبية، من أجل إطلاع المسؤولين فيها على سياسة البوليساريو في هذا الاتجاه، مثل قضية الأسرة المختطفة، وإعادة تذكير المسؤولين الأوروبيين بالأوضاع اللاإنسانية للصحراويين داخل المخيمات. وقال الزيني "إننا بصدد إعداد وثائق تثبت الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في المخيمات لدى الجهات، التي تتحرك عبرها جبهة البوليساريو"، مضيفا أن "قادة الجبهة مجرد مرتزقة، يتاجرون بمعاناة يصنعونها بالصحراويين وللصحراويين". من جهته، عبر البشير الركيبي، رئيس "الجمعية الدولية للدفاع عن الفنانين الصحراويين"، وشقيق الفنان علال الناجم، المحاصر في المخيمات، عن استيائه من تجاهل الرأي العام الإقليمي والدولي قضيتي الناجم ومصطفى سلمى. وقال، في تصريح ل"المغربية"، إنه "من المفروض أن يكون هناك اعتناء حقوقي مستمر بقضيتي مصطفى والناجم"، مضيفا أنه يجب أن تتعرض البوليساريو لضغوط حقيقية لثنيها عن الاستمرار في انتهاك حقوق الصحراويين، ومنعها من المتاجرة بمأساتهم. الجدير بالذكر أن البوليساريو صادرت كل الحقوق الفنية والمادية للمغني علال الناجم، الذي انقلب على جبهة البوليساريو، مطلع غشت الماضي، وغنى لشباب الثورة الصحراوية، داعيا في أشعاره وأغانيه، الصحراويين إلى الاستيقاظ، وإلى الثورة ضد الظلم في المخيمات، ما جر عليه نقمة الديكتاتور محمد عبد العزيز، الذي أصدر أوامره لميليشياته بتعقبه والاعتداء عليه، ومصادرة كل ألبوماته ومنعها من الرواج داخل المخيمات. كما أوقفت زوجة عبد العزيز، المكلفة بما يسمى "وزارة الثقافة"، الراتب الشهري للناجم، للضغط عليه وإسكاته.