لم يتمكن منتخبو مجلس مدينة الدارالبيضاء، للمرة الثانية على التوالي، من مناقشة مخلفات الفيضانات، التي اجتاحت المدينة أواخر نونبر الماضي. المستشار منتصر أثناء محاولة انتزاع فبعد مرور حوالي خمس دقائق على الشوط الثاني من الدورة الاستثنائية، التي عقدت أول أمس الاثنين، انسحب العمدة، محمد ساجد، والمكتب المسير من أشغال الدورة، بعد أن حاول المستشار إدريس منتصر، عن حزب الاستقلال، انتزاع "الميكروفون" من أمام العمدة، الأمر الذي لم يستسغه ساجد ونوابه، ما جعلهم لا يترددون في مغادرة القاعة. وساد التوتر قاعة الاجتماعات بولاية الدارالبيضاء، بسبب عدم رغبة ساجد في منح نقاط نظام للمنتخبين، داعيا إلى الدخول مباشرة في مناقشة مخلفات الفيضانات، ما أدى إلى غضب العديد من المنتخبين، من الأغلبية والمعارضة، اعتبروا أنه "لا يحق لأي أحد أن يمنعهم من نقاط نظام لتسجيل مواقفهم". وبينما كان المستشارون يطالبون بنقاط نظام، كان نائب العمدة، أحمد بريجة، منشغلا في تسجيل أسماء المنتخبين الراغبين في التدخل لمناقشة مخلفات الفيضانات، ما جعل المستشار، كمال الديساوي، يتهمه بأنه بدأ عملية التصويت، لكن بريجة لم يلتفت إلى الأمر، واستمر في تسجيل الأسماء، فصعد المستشار إدريس منتصر نحو المنصة، في محاولة لتناول نقطة نظام، وهنا، ثار غضب العمدة وبعض نوابه، فغادروا القاعة، التي تحولت، بعد ذلك، إلى فضاء للصراخ والضجيج، وتوجه المستشار مصطفى رهين نحو المنتخبين قائلا "والمنتخبين، راه مجلس المدينة خاصو رئيس!". ولم تمر سوى 10 دقائق عن مغادرة العمدة ونوابه القاعة، حتى علم الصحافيون أن ساجد ينوي عقد ندوة صحافية، لتوضيح ما حدث، فانتقل جل الإعلاميين إلى مكان وجود العمدة، الذي كان محاطا بنوابه، وبعض رؤساء المقاطعات، ورئيس مجلس جهة البيضاء، شفيق بن كيران، وبعض رؤساء الفرق. وخلال الندوة الصحافية، كانت مظاهر التشنج بادية على ساجد وبعض نوابه، وقال إنه اضطر إلى توقيف الجلسة، بسبب غياب الظروف المساعدة على العمل، مضيفا إن "كنا ننوي مناقشة موضوع يهم جميع البيضاويين، إلا أن البعض حاول استغلال هذا الموضوع بطريقة سياسوية". وحاول ساجد أن يلصق قضية رفع الجلسة بالمعارضة ويبرئ أغلبيته، وقال "نحن كأغلبية، متشبثون بمصلحة بيضاوة، وجميع الفرق تستنكر ما حدث، ونقترح مجموعة من التدابير لمعالجة مشكل الفيضانات، وكنا ننوي إصدار عدد من التوصيات، وعقدنا هذه الدورة بحسن نية، من أجل تحديد الأولويات". ولم يكن ساجد وحده من لجأ إلى الصحافيين لتبرير موقفه، بل إن العديد من رؤساء الفرق، خاصة التي ممثلي المعارضة في مجلس المدينة، اعتبروا، أمام وسائل الإعلام، أن العمدة ونوابه في المكتب المسير تهربوا من مسؤولياتهم. وقال مصطفى الإبراهيمي، عن حزب الاتحاد الاشتراكي، إن "جميع المنتخبين كانوا يعتزمون مناقشة الفيضانات بحضور مدير ليدك، لكن ذلك لم يحدث"، وأضاف أن "مدير ليدك وحيد مؤهل للإجابة عن أسئلتنا، ولا تهمنا الحساسيات، وكل ما نسعى إليه، هو المصلحة العامة". وأكد إدريس منتصر عن حزب الاستقلال، أن سبب انتزاعه الميكروفون، رغبته في تناول الكلمة، من أجل المطالبة بضرورة حضور مدير شركة "ليدك".