دورة استثنائية لمجلس مدينة الدار البيضاء برائحة الفضائح لم يكتب للدورة الاستثنائية للمجلس الجماعي للدار البيضاء أن تنطلق في موعدها المحدد صبيحة أمس، بعدما تحولت قاعة الجلسات إلى فوضى عارمة بسبب رفض رئيس المجلس محمد ساجد إعطاء الكلمة لممثلي الفريق الاستقلالي في إطار نقط نظام، مما جعلهم يحتجون بقوة، وهو الوضع الذي استمر لأكثر من ساعة قبل أن يضطر الرئيس إلى رفع الجلسة، للبحث عن «تخريجة» جديدة، على أساس أن يتم استئنافها زوال نفس اليوم. وفي ظل هذه الأجواء التي اتسمت باحتقان واضح، ارتفعت عدة أصوات داخل القاعة تتساءل عن عدم إدراج شركة ليدك ضمن جدول أعمال هذه الدورة التي تميزت بحضور كبير للمستشارين على عكس الدورات السابقة. وفي هذا الإطار، وصف المستشار الاستقلالي محمد مومن، شركة «ليدك» ب»الأخطبوط»، وتساءل عن جدوى وضع النقطة المتعلقة بتداعيات الفيضانات الأخيرة التي شهدتها مدينة البيضاء، في أسفل جدول الأعمال. ومن جانبه، اتهم المستشار مصطفى رهين (الأصالة والمعاصرة/أغلبية) في إطار نقطة نظام، رئيس مجلس المدينة ومعاونيه، بتزوير محاضر جميع لجان المجلس، ما فاجأ باقي المستشارين، فعم سكون مطبق داخل قاعة الجلسة. وتابع رهين حديثه، مستهدفا الرئيس بشكل مباشر، إذ استغرب لقرار عقد الرئيس لهذه الدورة بعد تعرضه لضغط من فريقي العدالة والتنمية والاستقلال، وصاح في وجه ساجد قائلا: «أنت تمثل الأغلبية وكان بالأحرى أن تأخذ أنت قرار عقد الدورة بعد الوضع الكارثي الذي وصلت إليه المدينة وليس بضغط من العدالة والتنمية أو من أي فريق آخر كيفما كان». ولم يقف المستشار الجماعي عند هذا الحد، بل اتهم مباشرة ساجد بتزوير نتائج انتخابات تشكيل المكتب للوصول إلى كرسي الرئاسة. كما اتهم المتحدث ذاته شركة «ليدك» بعدم تحملها المسؤولية في ما نتج عن الفيضانات الأخيرة، موجها انتقادات لاذعة إلى الشركة ما اضطر معه ممثلها في الدورة إلى الانسحاب من القاعة، قبل أن «يقنعه» النائب الأول لرئيس المجلس، محمد بريجة بالعودة من جديد إلى الجلسة. ولم تخرج باقي تدخلات الأعضاء عن تحميل العمدة كامل المسؤولية في ما خلفته الأمطار الأخيرة من خسائر، حيث اتهمه مستشار حزب الإستقلال محمد فهيم، ب»القيام بمناورات سياسية من أجل التهرب من تحمل المجلس لمسؤوليته في فيضانات الدارالبيضاء الأخيرة». بل اتجه المستشار المذكور إلى حد اتهام بعض الأطراف القريبة من الرئيس ب»خدمة أغراض شخصية ومصالح ذاتية»، ما أثار غضب النائب الأول للرئيس الذي لم يسلم بدوره من انتقادات الأعضاء، فحاول الدفاع عن نفسه بالتغطية على مشكل الفيضانات بمشاكل أخرى تعانيها العاصمة الاقتصادية. وعرفت الدورة لأول مرة، حضور رؤساء بعض المقاطعات منذ انتخابهم بمجلس المدينة، مثل رئيس مقاطعة مرس السلطان محمد الحداوي الذي غاب عن جميع دورات المجلس. وفيما كانت الساعة تقترب من الثانية عشر زوالا، دفع بعض المستشارين إلى تأخير الجلسة لما بعد صلاة الجمعة، غير أن ذلك، قوبل في البداية، بردود فعل عنيفة تضمنت السب والشتم والكلام النابي وتبادل الاتهامات بين الأعضاء قبل أن يرفع الرئيس الجلسة. وبالموازاة مع أشغال الدورة، احتج العشرات من المواطنين البيضاويين أمام مقر ولاية البيضاء، حاملين لافتات تندد بأوضاعهم المأساوية بعد كارثة الفيضانات الأخيرة. طفل صغير لا يتجاوز سنه السبع سنوات، لم يكن يدرك أن موعد الدراسة الصباحي المعتاد، سيتحول إلى كابوس مرير، وبدل أن يحمل محفظته المدرسية، حمل لافتة ليوصل صوته إلى المسؤولين، وبكلمات متقطعة لا يفهم معناها، شارك الطفل الكبار شعاراتهم، التي حملت المسؤولين ما يحدث، «المجالس الكذابة تمشي دابا تمشي دابا»، «الدارالبيضاء كتغرق والمسؤول كيسرق»، إلى غيرها من الشعارات التي رددها المحتجون للتعبير عن مشاكلهم ونقلها إلى داخل مجلس المدينة. ومنعت القوات العمومية المحتجين من الدخول إلى داخل مقر الولاية حيث تعقد الدورة، وحاول مجموعة منهم اقتحام الممر الأمامي للولاية، فتدخل رجال الأمن واعتقلوا شابين. وحصلت مناوشات بين رجال الأمن والمحتجين عقب دفع سيدة طاعنة في السن من طرف أحد العناصر الأمنية وطرحها أرضا. وفي سياق آخر، قالت مصادر لبيان اليوم إن فريق العدالة والتنمية بالمجلس يعزم على عقد ندوة صحفية عقب الدورة الاستثنائية، بعدما بلغ إلى علمه محاولة الرئيس فك التحالف القائم حاليا، وإبعادهم عن التسيير.