تأجلت مناقشة النقطة الثانية في جدول أعمال الدورة الاستثنائية لمجلس الجماعة الحضرية للدار البيضاء، المنعقدة يوم الجمعة الماضي، والمتعلقة بالفيضانات التي ضربت العاصمة الاقتصادية، إلى بداية الأسبوع المقبل بعد ضغوطات من فريقي العدالة والتنمية والاستقلال ومنتخبين آخرين، صممت على ضرورة حضور المدير العام لشركة «ليدك» والكشف عن تقرير المصلحة الدائمة للمراقبة، الذي يجد الرئيس حرجا في الكشف عنه، حسب منتخبين داخل المجلس. وفي سياق ذلك، قالت مصادر قريبة من رئيس مجلس المدينة، محمد ساجد، لبيان اليوم، إن ممثل السلطة المحلية، قصد مكتب الوالي محمد حلب قبل أن يعود ليدعم صوت الرافضين لاستكمال الدورة، مما يفسر أن الوالي تفهم المطالب المتعلقة بضرورة حضور المدير العام ل»ليدك». وأكدت المصادر ذاتها، أن ساجد متخوف من الوقفات الاحتجاجية التي قد تعرفها جلسة الاثنين القادم، بالإضافة إلى تخوفه من فتح خصومه لقضايا أخرى ستزيد من تعقيد مسؤولية الرئيس الذي حاول جاهدا استمالة منتخبين، والدفع بهم إلى تجاوز تقرير المصلحة الدائمة للمراقبة الذي يتمسك فريق العدالة والتنمية بالكشف عن تفاصيله. وتقرر خلال الدورة نفسها، تشكيل لجنة سياسية، تضم ممثلا عن كل حزب بالمجلس، بعد توقف دام ساعة ونصف قبل الشروع في مناقشة النقطة الثانية المتعلقة بالفيضانات، وهو ما اعتبره منتخبون محاولة من ساجد ل»لذر الرماد من العيون» عبر خلق لجنة تفتقد لأي قيمة مضافة، طالما أن هنالك في الأصل لجنة للتتبع. وكان توقيف أشغال الدورة لساعة ونصف، بحسب منا وصفها منتخبون «مناورة من ساجد وأتباعه، لاستمالة أكبر عدد من المنتخبين من أجل استكمال أشغال الدورة» بعد الضغط الكبير الذي تعرض له في اتجاه تأجيل أشغال الدورة. وصوت 36 عضوا مقابل 31، لصالح قرار رفع أشغال الدورة مع تركها مفتوحة حتى يوم الاثنين المقبل، لمناقشة النقطة المتعلقة بتداعيات الفيضانات في أحسن الظروف. وبدا واضحا الانقسام الحاصل في صف فريق العدالة والتنمية، بعدما رفض كل من عبد الرحيم وطاس وعبد الرحيم المستوي، التصويت لصالح رفع أشغال الدورة عكس قرار فريقه. ونشبت مشاداة كلامية بين مستشارين جماعيين، استمرت لأكثر من عشر دقائق، قبل أن يتدخل في الأخير، أحمد بريجة، النائب الأول للرئيس ، وبعض المنتخبين لفض النزاع. ونشب الصراع بين المستشارين، الذي كاد يتطور إلى عراك، بعد وصف رئيس فريق الحركة الشعبية عبد الحق شفيق، لرئيس مقاطعة سباتة رضوان المسعودي عن حزب الاتحاد الدستوري ب»الشفار» متابعا وهو ينظر في اتجاه ساجد وقد تملكته حالة هيستيرية: «هذا بنادم هو لي خارج على مجلس المدينة، وهو لي غادي بيه اللور بتاشفارت ديالوا»، ما أغضب رئيس مقاطعة سباتة، قبل أن يتدخل أعضاء آخرون فأخرجا معا من قاعة الجلسة. كما وجه محمد الحساينية (حزب الاستقلال) وابلا من الشتائم والنعوت القدحية إلى النائب الأول للرئيس، بالقول: «مرايقي، شفار، هادوك لي معاك عنهم مومو»، ما استفز بريجة الذي حاول قذفه بكأس زجاجي لولا تدخل أعضاء. وعموما، فقد تحولت الدورة الاستثنائية إلى ساحة فوضى، تبادل فيها مستشارون التهم في ما بينهم، مثل «العمالة لشركة ليديك». ووجد ممثل سلطة الوصاية نفسه محرجا وهو يرى اشتباكات بالأيدي نشبت بين مستشارين وهم يتبادلون خلالها السب والكلام النابي. وفي سياق ذي صلة، اعترض عدد من مستشاري المجلس على الطريقة التي تجرى بها الدورات الاستثنائية، التي وصفوها بغير الاحترافية، إذ أن النقاط المدرجة في جدول الأعمال لا تعبر حسبهم، عن انتظارات البيضاويين، وأجمعوا على وجوب إعادة النظر في النظام الداخلي للمجلس، وطرق انعقاد الدورات.