استجاب المكتب المسير لمجلس مدينة الدارالبيضاء، مساء أمس الخميس، لمطالب أغلبية المستشارين بعقد دورة استثنائية، لتدارس تداعيات الفيضانات الأخيرة على العاصمة الاقتصادية. الأمطار كشفت هشاشة البنيات التحتية (أيس بريس) وقرر المجلس عقد الدورة الاستثنائية مساء الجمعة المقبل. ويتضمن جدول أعمال الدورة نقطتين أساسيتين، مرتبطتين بالأمطار الاستثنائية، التي عرفتها الدارالبيضاء قبل الأسبوع الماضي. وتتمحور النقطة الأولى حول مناقشة تصاميم التهيئة في المدينة وبعمالة مقاطعات الحي الحسني، أما النقطة الثانية، فتركز على الإجراءات والتدابير الواجب اتخاذها بعد الفيضانات. واعتبر أحمد بريجة، نائب رئيس مجلس مدينة الدارالبيضاء، من حزب الأصالة والمعاصرة، أن المسؤولية يتحملها الجميع في مثل هذه الحالات. وقال بريجة، في اتصال مع "المغربية"، إن "انعقاد الدورة الاستثنائية مطلب للجميع، وفي مصلحة الجميع، وليس مطلبا من الأغلبية أو المعارضة، لكن، يجب أن يكون ذلك وفق شروط ومعطيات انعقاد الدورات الاستثنائية". وأضاف "انتظرنا إلى حين توصلنا من قبل المقاطعات بنتائج الفيضانات، من أضرار ومخلفات، ليتحمل الجميع مسؤوليته". وعبر مجموعة من المستشارين في المجلس عن انزعاجهم من تأخر المجلس المسير للمدينة في اتخاذ قرار عقد دورة استثنائية، بعد تقديمهم طلبا إلى الرئيس بذلك. من جهته، اعتبر المصطفى الحيا، عضو مجلس مدينة الدارالبيضاء، عن حزب العدالة والتنمية، أن "انعقاد الدورة الاستثنائية جاء نتيجة ضغوطات، مارسها المستشارون، دون استثناء، على المجلس، بالإلحاح في مطالبة محمد ساجد،رئيس المجلس، بعقد الدورة للوقوف على مخلفات الفيضانات، واتخاذ التدابير اللازمة للخروج من هذا المأزق". ومن المنتظر، حسب مستشارين بالمجلس، أن تعرف الدورة نقاشا حادا، خاصة أن هناك مشاريع استثمارية شبه متوقفة، ويرجح أن تكون السبب الرئيسي في ما وقع، وفي هذا الصدد أوضح بريجة أن "المجلس يجب أن يعقد شراكات بين الجماعات المحلية والمؤسسات العمومية، للخروج بحلول جذرية للمشكل، وأن يوفر استثمارات مالية كبيرة (مليار درهم) لتجنيب الدارالبيضاء خطر واد بوسكورة"، مضيفا أن "المجلس لا يتوفر على هذه الميزانية، ويجب تدخل وزارة التجهيز ومؤسسات عمومية، لكي يتحمل كل مسؤولياته". وكشفت الأمطار الأخيرة بالبيضاء عن وجود 12 نقطة سوداء، أججت غضب سكان العاصمة الاقتصادية، الذين طالبوا، في مسيرات احتجاج، بمحاكمة شركة "ليدك"، التي عهد إليها تدبير قطاع الماء والكهرباء وقنوات التطهير في المدينة. وكان سكان مدينة الدارالبيضاء عاشوا ليلة استثنائية، في بداية الأسبوع قبل الأخير، إثر تساقطات مطرية قوية، وصلت مقاييسها في بعض المناطق إلى 190 ملمترا، في مدة لم تتعد 12 ساعة، ما يعادل نصف المعدل السنوي من مقاييس الأمطار على الدارالبيضاء، حسب مديرية الأرصاد الجوية.