قال مدير موسم طانطان الثقافي والسياحي، علي كرمون، إن النسخة السابعة، التي نظمت من 8 إلى 13 دجنبر الجاري، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، عرفت مشاركة أزيد من 32 قبيلة صحراوية، ما يعبر عن مدى تشبث سكان الأقاليم الجنوبية بمغربيتهم ووحدتهم الترابية. جانب من احتفالات موسم طانطان الثقافي والسياحي وأشار كرمون إلى أن هذه التظاهرة، التي اختتمت فعالياتها أمس الاثنين، وتميزت بحضور وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، خالد الناصري، ووزير السياحة والصناعة التقليدية، ياسر الزناكي، إلى جانب عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى المغرب وشخصيات عربية وأجنبية، ضمنهم، على الخصوص، جلالة الملك توسوح أكبانكيدي الثالث عشر، ملك سافالو لماهي في البنين، وكي رافوديبا، وزير الثقافة والفنون في غينيا، ومايكل ماكس نوبي، ممثل مؤسسة برونيكس نيت الأميركية، ولوري كارلين، رئيس النادي العالمي الاستكشافي، وكذا خالد علي السيف، نائب رئيس مجلس الغرف السعودية للتجارة والصناعة، تشكل ملتقى سنويا، تلتحم وتلتئم فيه مكونات النسيج الصحراوي، ومناسبة لإحياء تقاليدها وعاداتها، الضاربة جذورها في عمق الصحراء المغربية. وفي هذا السياق، وصف وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة موسم طانطان، الذي صنفته منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) كتراث شفهي لامادي للبشرية، بأنه "معلمة، ليست ذات بعد ثقافي وسياسي فقط، بل ذات بعد حضاري، أيضا، بكل معنى الكلمة، فضلا عن أنها محملة بالكثير من الدلالات والمعاني، لاسيما في هذا الظرف، الذي نبين فيه للجميع، ما نحن في حاجة إلى أن نؤكده، في مواجهة بعض التقلبات الإعلامية". وقال الناصري، بمناسبة افتتاح الاحتفالات الرسمية للموسم، الذي نظم تحت شعار "الموروث الثقافي اللامادي بين الأصالة و تحديات العولمة"، "إننا في حاجة إلى أن يلتفت الجميع إلى شيء أساسي، هو أن الوطن المغربي والأمة المغربية، التي التحمت في بوتقة البناء الوطني، تنهل من مناهل عديدة، بينها المنهل الصحراوي"، مشيرا إلى أن الموسم "محمل بهذه الدلالة التي تجعلنا نؤكد افتخارنا واعتزازنا بالعطاء الصحراوي والثقافة الصحراوية، التي ساهمت في إغناء الحضارة وصرح الأمة المغربية". وأبرز الوزير أن ضيوف الموسم، الذين أتوا من كل بقاع العالم، إلى جانب الحضور الدبلوماسي المكثف "له دلالة قوية، انطلاقا من أمر بديهي مفاده أن قدومهم يبرهن على كونهم يتعاملون مع المغرب بكيفية عفوية وصادقة، وبطريقة تتسم بالصداقة التي يعتز بها المغرب". وسجل الناصري أن "المملكة المغربية تظل، كما كانت، أرض الانفتاح، تمد اليد لكل من يريد أن يبني معها صرح الحوار الجدي والبناء لصالح كل شعوب المنطقة". من جهته، أعلن وزير الثقافة، بنسالم حميش، أن موسم طانطان الثقافي والسياحي، الذي يحتفي بالإنسان ويثمن قيم التلاقي، "يعتبر تكريما للتراث الصحراوي المغربي، الذي جرى ترسيمه من طرف منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) تراثا لاماديا للإنسانية". وأوضح في كلمة ألقاها بالمناسبة، أن هذا التكريم الدولي المستحق للموسم، يسجل مسارا حضاريا تضامنيا، من خلال رموز اجتماعية وثقافية تربط الماضي العريق بالمستقبل المشرق للأمة المغربية الموحدة. بدوره، أبرز وزير السياحة والصناعة التقليدية، ياسر الزناكي، الإشعاع، الذي يحظى به الموسم على الصعيد الدولي وما له من وقع إيجابي على حاضر ومستقبل القطاع السياحي الوطني، مشيرا إلى أن الدورة السابعة من هذه التظاهرة يأتي تنظيمها في أعقاب الإعلان عن استراتيجية تطوير السياحة الوطنية المعروفة باسم "رؤية 2020"، التي تجعل من الثقافة والتراث والأصالة والتاريخ، مكونا أساسيا في إطار تنفيذ هذه الاستراتيجية. وأوضح أن الظرف الراهن يعطي الأسبقية للسياحة الثقافية، إذ لا يمكن فصل السياحة عن الثقافة، مذكرا بأن 80 في المائة من السياح، الذين زاروا المغرب خلال عشريتي الثمانينيات والتسعينيات قدموا من أجل الاستمتاع بالشواطئ ودفء الشمس، أما في الظرف الراهن، فإن أزيد من 39 في المائة من هؤلاء السياح أصبحوا يتوافدون على المغرب من أجل الثقافة السياحية.