أسدل الستار، مساء أمس الاثنين، على فعاليات الدورة السابعة لموسم طانطان الثقافي والسياحي المنظمة على مدى أسبوع (من 8 إلى 13 دجنبر الجاري) تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وتميز اليوم الأخير من فعاليات هذه التظاهرة الثقافية التي نظمتها عمالة إقليمطانطان تحت شعار "التراث الثقافي اللامادي بين الأصالة وتحديات العولمة"، بتنظيم الحفل التقليدي المعروف باسم "الخيمة الشعرية" والذي تم خلاله إلقاء مجموعة من القصائد الشعرية باللهجة الحسانية. وكانت الاحتفالات الرسمية، التي نظمت السبت الماضي، من أقوى وأجمل اللحظات التي قضاها زوار وضيوف الموسم، والتي تقاسمتها وفود وشخصيات عربية وأجنبية، وسفراء معتمدين لدى المملكة المغربية، إلى جانب وزراء مغاربة، مع ساكنة طانطان وذلك عبر مشاركتهم فرحتهم بهذا الموسم السنوي الذي يخلد إرثا قديما من العادات والتقاليد الصحراوية العريقة. وجسدت هذه الاحتفالات المقامة ب"ساحة السلم والتسامح" التي تحولت إلى فضاء تؤثته المئات من الخيام الممثلة لمختلف القبائل الصحراوية، مظاهر متنوعة مما يكتنزه الموروث الصحراوي المغربي الأصيل من فنون تعبيرية، وعادات اجتماعية، وألعاب، ورقصات وغيرها من أشكال التعبير الفردي والجماعي الشفهية منها والمادية التي يزخر بها المجتمع الصحراوي. وقد شكلت الخيام الموضوعاتية بدورها مناسبة للزوار الذين كانوا يتوافدون بكثرة على فضاء الموسم، للإطلاع على ما تزخر به البيئة الصحراوية من موروث ثقافي عريق، وخاصة منه ذلك المتعلق بمختلف مظاهر الحياة اليومية للإنسان الصحراوي في حله وترحاله، وعاداته وتقاليده. وكان للجمل الذي يلازم الإنسان الصحراوي وكذا الفرس حضور قوي ضمن فعاليات الدورة السابعة للموسم من خلال عروض الهجن والفروسية التي قدمها أصحابها طيلة هذه التظاهرة الثقافية، وخلقت في نفوس الزوار نوعا من الفرجة والاستمتاع بهذه اللوحات الفنية الرائعة. وقد حضر الشعر الحساني في هذه التظاهرة من خلال المسابقة المنظمة في هذا الصنف من القريض والتي شارك فيها خمسة عشر شاعرا من الشباب والكهول والشيوخ المنحدرين من مختلف الأقاليم التابعة للجهات الجنوبية الثلاث، والتي انصبت قصائدها الشعرية على الخصوص حول الشعر الوطني الذي يتغنى بالدفاع عن الوحدة الترابية، إضافة إلى أغراض شعرية أخرى لها صلة بصميم الحياة اليومية. وتضمن برنامج الدورة السابعة للموسم الذي صنف سنة 2005 من طرف منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) تراثا لاماديا للإنسانية، عرض منتجات وإبداعات عدد من الجمعيات والتعاونيات المحلية من خلال معرض الصناعات التقليدية الذي احتضنه قصر بلدية طانطان، بالإضافة إلى تنظيم ندوة فكرية حول موضوع "التراث الشفهي اللامادي"، ويوم إخباري حول المنطقة السياحية "واد الشبيكة" ضواحي مدينة طانطان، والتي من المتوقع أن تحول المنطقة إلى وجهة سياحية مندمجة من شأنها أن تعزز العرض السياحي الوطني، خاصة في شقه المتعلق بالسياحة الشاطئية. وشهدت هذه التظاهرة الثقافية التي عرفت إقبالا جماهيريا كبيرا، وتغطية إعلامية وطنية ودولية، تنظيم سباق للهجن، والسباق الدولي الثالث على الطريق، إلى جانب تنظيم سهرات فنية نشطتها فرق محلية وبعض الفرق الأجنبية.