لقي ما لا يقل عن عشرة أشخاص مصرعهم وأصيب نحو 38 آخرين بجروح في انفجار سيارة مفخخة في وسط مدينة كربلاء، أمس الاثنين، وفقاً لما ذكرته وزارة الداخلية العراقية. تفجير لحق الزوار في كربلاء (أ ف ب) وقالت الوزارة إن الانفجار استهدف الزوار الشيعة، الذين يتوافدون على المدينة ذات الغالبية الشيعية، التي تقع على بعد 118 كيلومتراً إلى الجنوب من العاصمة بغداد. ووقع الانفجار في أحد المداخل الرئيسية للمدينة، التي تعتبر واحدة من أكثر المزارات أهمية بالنسبة للشيعة، حيث تتوقف الحافلات لنقل الزوار الإيرانيين، بحسب ما أفاد مسؤول في وزارة الداخلية العراقية. ويأتي هذا الانفجار بعد أقل من يومين على الانتقاد، الذي وجهه الزعيم الشيعي العراقي، مقتدى الصدر، للقوى الأمنية. وكان الصدر انتقد أداء القوى الأمنية أخيراً، خاصة بعد الهجوم، الذي استهدف كنيسة "سيدة النجاة" وتخلله أخذ المصلين رهائن وسلسلة التفجيرات، التي ضربت بغداد، ودعا إلى "فتح باب التطوع لتشكل أفواج من المؤمنين لغرض حماية المقدسات الدينية، سواء العتبات أو المساجد أو الأديرة والكنائس. وشهد العراق أسبوعاً أول دامياً من شهر نوفمبر، انتهى الجمعة بمقتل ثلاثة جنود عراقيين وإصابة نحو تسعة آخرين، غالبيتهم من المدنيين، نتيجة انفجار سيارة مفخخة في مدينة "بعقوبة"، العاصمة الإقليمية لمحافظة "ديالى" شمالي بغداد. كما سقط خلال الأيام الماضية أزيد من 150 قتيلاً نتيجة أعمال العنف التي تزايدت وتيرتها بالعراق، حيث سقط 64 قتيلاً على الأقل في سلسلة هجمات متزامنة في بغداد الثلاثاء الماضي، كما أسفرت تفجيرات الثلاثاء، التي استهدفت مناطق غالبية سكانها من الشيعة، عن سقوط مئات الجرحى. وحسب الشرطة العراقية، شهدت بغداد الثلاثاء سلسلة تفجيرات شبه متزامنة، تضمنت 14 سيارة مفخخة، إضافة إلى انفجار عبوتين ناسفتين، وقصف بقذائف الهاون، وشملت جميعها ما لا يقل عن 17 حياً من أحياء بغداد، معظمها تقطنها أغلبية شيعية. من جهة أخرى، حثت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، أمس الاثنين، زعماء العراق على تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة في الوقت الذي يستعد فيه زعماء الفصائل السياسية العراقية لعقد اجتماع قد ينهي الأزمة. وقال محللون إن الجماعات السياسية المتناحرة في العراق تقترب من التوصل إلى اتفاق لاقتسام السلطة يحتفظ فيه رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي وهو شيعي بمنصبة لفترة ثانية. لكن هناك حاجة إلى إشراك ائتلاف العراقية المتعدد الطوائف، الذي يدعمه السنة وفاز بأكبر عدد من المقاعد في البرلمان خلال الانتخابات غير الحاسمة، التي جرت في السابع من مارس. وقالت كلينتون بحذر للصحفيين في ملبورن خلال زيارة لاستراليا لإجراء محادثات دبلوماسية ودفاعية "على مدى الثمانية أشهر الماضية رصدنا إشارات عديدة على أنهم اقتربوا من التوصل إلى اتفاق أنهم على وشك تشكيل حكومة اتفقوا على ترتيبات اقتسام السلطة لكن هذا لم يتجسد بعد". ومن المقرر أن يجتمع زعماء الكتل الكردية والشيعية والسنية في أربيل عاصمة المنطقة الكردية في شمال العراق الاثنين في مسعى لإبرام اتفاق نهائي بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية. وظل العراق بلا حكومة جديدة منذ انتخابات مارس التي لم تفرز فائزا واضحا.