لكل طفل أحلام جميلة وبسيطة تداعب عقله البريء، لكن أمينة، وزينب، وخديجة، وسعاد، ومريم، والقائمة طويلة، لم يكتب لمشاعرهن أن تدغدغها أحلام كثيرة. فهؤلاء الطفلات، اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 8 و12 سنة المتحدرات من دوار "إغين باها"، لا يحلمن سوى بشيء واحد، ألا وهو متابعة دراستهن الإعدادية والثانوية. حلمهن أن يصبحن طبيبات ومعلمات لا يفارق عقولهن، إذ أنهن لا يردن أي وظيفة أخرى. فغياب المؤسسات التعليمية والمستشفى والمراكز الصحية، جعلهن يفضلن أن يصبحن معلمات، من أجل تشجيع تعليم الفتيات في المنطقة ومحاربة الهدر المدرسي. تقول، زينب (السادس ابتدائي)، "لا أريد أن يزوجني والدي، بل أريد أن أتمم دراستي وأصبح طبيبة لعلاج والدتي المريضة أولا، ونساء الدوار اللواتي يفقدن أبناءهن أثناء مرحلة الولادة".