نجا السفير البريطاني في اليمن، أمس الاثنين، من هجوم انتحاري يحمل بصمات تنظيم القاعدة استهدف موكبه في صنعاء دون أن يصاب بأي أذى، كما أعلنت وزارة الداخلية ومصادر دبلوماسية وأمنية.موقع الانفجار الانتحاري الذي استهدف السفير البريطاني في عدن (أ ف ب) وذكرت مصادر أمنية لوكالة فرانس أن انتحاريا اندفع باتجاه موكب السفير، بينما كان على مسافة 600 متر من مبنى السفارة، وقد قتل الانتحاري وحده. وأكدت المصادر الأمنيةأإن السفير، تيم تورلوت، لم يصب بأي أذى فيما أصيب اثنان من المارة بجروح طفيفة، حسب مصادر طبية. من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية اليمنية أن "العملية الإرهابية الفاشلة، التي استهدفت السفير البريطاني بصنعاء تحمل بصمات تنظيم القاعدة" الذي سبق ان استهدف سفارات أجنبية في اليمن. وذكرت الوزارة أن "الإرهابي الذي كان يرتدي بذلة رياضية اعترض موكب السفير، أثناء مروره في الثامنة من صباح أمس الاثنين، أمام حديقة برلين في منطقة نقم بمديرية شعوب بأمانة العاصمة، ثم قام بتفجير نفسه أمام الموكب". وأوضحت الوزارة أن "جسد الإرهابي تناثر إلى أشلاء صغيرة وقد عثر على رأسه على بعد ثلاثة منازل من موقع الانفجار مرميا على سطح أحد المنازل". وخلصت الوزارة إلى القول إنها جمعت أشلاء الانتحاري، "التي تناثرت في منطقة واسعة" من أجل تحديد هويته. وهو الهجوم الأول في اليمن، منذ مطلع العام ويأتي بعد أن كثفت السلطات اليمنية حملتها ضد عناصر تنظيم القاعدة الذي سبق أن تبنى عدة هجمات استهدفت سفارات أجنبية ومنشآت نفطية. إلى ذلك، ذكر مراسل وكالة فرانس برس أن مركبة تابعة للشرطة اليمنية كانت ترافق موكب السفير المؤلف من سيارتين دبلوماسيتين، وأصيبت هذه المركبة وتطاير زجاجها الأمامي. وضربت الشرطة طوقا حول مكان الانفجار ومنعت الصحافيين والمصورين من الاقتراب. من جهة أخرى، أفاد شهود عيان لوكالة فرانس برس، أنهم شاهدوا الانتحاري يخرج من سيارة سوداء زجاجها داكن اللون قبل دقائق فقط من الانفجار. وفي لندن، أكدت وزارة الخارجية البريطانية حصول انفجار بالقرب من سيارة السفير تورلوت، كما أكدت أن السفير لم يصب بأي أذى، كما لم يصب أي من موظفي السفارة. وأعلنت الوزارة أن سفارة بريطانيا في صنعاء "ستبقى مغلقة في الوقت الراهن أمام الجمهور" ودعت مواطنيها في اليمن إلى عدم لفت الأنظار و"التيقظ". كما أعلنت الخارجية أنها "تعمل بشكل عاجل مع السلطات اليمنية بهدف التحقيق في ما حصل". وكانت سفارات الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا أغلقت أبوابها مؤقتا مطلع يناير، بسبب تهديدات القاعدة. وفي ديسمبر 2009، أعلنت وزارة الدفاع اليمنية أن أجهزة الأمن أحبطت هجوما انتحاريا كان يستهدف السفارة البريطانية. وتعرضت سفارة الولاياتالمتحدة لهجوم مزدوج بسيارة مفخخة في 17 سبتمبر 2008، ما أسفر عن مقتل 16 شخصا. وسلطت الأضواء عالميا على نشاط تنظيم القاعدة في اليمن بعد الاعتداء الفاشل الذي استهدف طائرة أميركية يوم عيد الميلاد الماضي وتبناها "تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب"، الذي معقله اليمن ونتج عن اندماج الفرعين اليمني والسعودي لتنظيم أسامة بن لادن. وكثفت الحكومة اليمنية، منذ دجنبر الماضي، الحملة ضد القاعدة وشنت غارات جوية على معاقل التنظيم في شمال وشرق ووسط البلاد وقتلت العشرات من عناصره وقيادييه. وأعلنت السلطات اليمنية مرارا تشديد الإجراءات الأمنية حول المنشآت النفطية والمرافق البحرية والخطوط الملاحية والسفارات، خوفا من هجمات قد يشنها تنظيم القاعدة. وفي السابع من أبريل، أكد مسؤول أميركي في مجال مكافحة الإرهاب لوكالة فرانس برس إن إدارة الرئيس، الأميركي باراك أوباما، سمحت باستهداف الإمام اليمني الأميركي المتشدد أنور العولقي وقتله. وبرز اسم العولقي، المولود في ولاية نيومكسيكو والمقيم حاليا في اليمن، بشكل كبير، منذ أن كشف عن علاقته بالميجور الأميركي الفلسطيني الأصل، نضال حسن، الذي أطلق النار في معسكر للقوات الأميركية بولاية تكساس فينوفمبر الماضي، ما أدى إلى مقتل 13 شخصا. كما ارتبط اسمه بالشاب النيجيري عمر فاروق عبد المطلب، الذي حاول تفجير الطائرة المدنية الأميركية يوم عيد الميلاد.