ذكر مصدر دبلوماسي لجريدة "الواشنطن بوست" أن مواطنا إسبانيا على الأقل يوجد في عداد القتلى، وهو ما لم تأكده مصادر رسمية في أعقاب سلسلة من الانفجارات هزت مناطق متفرقة وسط الدارالبيضاء، وأسفرت عن 40 قتيلا و100 جريحا لأغلبهم مواطنين مغاربة، ووقعت الانفجارات في وقت متزامن ليلة الجمعة في حدود العاشرة حسب التوقيت المحلي. واستهدفت الانفجارات فندق "فرح مغرب" المسمى من قبل فندق "سفير" الذي قتل فيه 8 أشخاص وسمعت به انفجارات في حدود التاسعة و20 دقيقة بعدما اندفع إلى داخله منفذ الانفجار رغم منع حارس الباب له من الولوج. ومن المواقع المستهدفة أيضا مركز ثقافي إسباني، ونقل مراسل لمحطة إذاعية إسبانية أن 4 إلى 5 قنابل يدوية استخدمت في التفجيرات وأن شابا اقتحم المركز الإسباني متمنطقا زنار متفجرات وحاملا لقنابل يدوية، وطالت التفجيرات مطعم إيطالي يملكه يهودي بجوار قنصلية بلجيكا، والتي صرح ناطق باسم الخارجية البلجيكية أن بنايتها تضررت كثيرا رغم أنها لم مستهدفة بالتفجير، وقد قتل شرطيين كانا خارجها، وجرح رجل أمن آخر نقل لتلقي العلاج، وذكر شهود عيان أن عدة جثث هامدة كانت ملقاة في الشوارع، وسيارات محطمة ومتفحمة خارج الأماكن التي طالتها الاعتداءات، وعقب هذا التفجيرات هرعت مصالح الأمن إلى عين المكان وشوهدت سيارات إسعاف تنقل الجرحى إلى مستشفى ابن رشد الذي تلقى عدد كبير منهم. وانتشرت قوات الأمن صباح السبت بكثرة في وسط مدينة الدارالبيضاء وسدت الشوارع والطرق المؤدية إلى القنصليات الأجنبية أمام حركة المرور. وذكر مسؤولون أمريكيين لصحف أمريكية أن 4 سيارات مفخخة تكون قد استخدمت في التفجيرات، وأن أيا من المصالح الأمريكية في المدينة لم تصب بأذى حسب جوون مور الناطق باسم كتابة الدولة الأمريكية، ورغم أن أية جهة لم تتبن الاعتداءات إلا أن مسؤولين أمريكيين صرح لوكالة رويترز البريطانية أن "تقارب العمليات تشير إلى أنها ربما من أعمال تنظيم القاعدة". وأورد جريدة "نيويورك تايمز" أن مسؤول في واشنطن طلب عدم ذكر اسمه قال إنه "يحتمل وجود أجانب في عداد القتلى"، وأضاف أن "كل التفجيرات كانت نتيجة عمليات انتحارية ولم تستخدم فيها سيارات مفخخة". ومن جهة أخرى ذكرت شبكة ال "ب.ب.سي" أن عناصر من الهيئة الدبلوماسية البريطانية في المغرب تفقدت مستشفيات الدارالبيضاء وتأكد لها خلوها من جرحى أو قتلى بريطانيين. ويجدر ذكره أنها أتت بعد تحذيرات أمريكية أطلقها الرئيس الأمريكي بناءا على تقارير استخباراتية ومصالح أمريكية مكافحة ما يسمى "الإرهاب" تفيد قرب ارتكاب عمليات إرهابية في ست دول إفريقية لا يوجد المغرب ضمنها، بيد أنه تلقى تحذيرا في 4 أبريل الماضي باحتمال تنفيذ اعتداءات مسلحة ضد مواطنين ومصالح غربية في المغرب، كما أنها طرأت 4 أيام بعد تفجيرات الرياض التي أسفرت عن 34 قتيلا.