هزت يوم أمس سلسلة انفجارات عنيفة العاصمة العراقية بغداد، وأسفرت وفق الحصيلة الأولية عن مقتل 33 شخصاً وإصابة العشرات، وأكدت مصادر ان الانفجارات استهدفت مبنى للصليب الأحمر ومراكز للشرطة، فيما حمل مجلس الحكم الانتقالي صدام حسين مسئولية الاعتداءات التي وقعت، واعتبره سبب كل الكوارث. فقد وقعت ثلاثة انفجارات على الاقل في بغداد في ساعة الذروة صباح أمس مما أسفر عن سقوط 33 قتيلا على الاقل قرب مبنى للصليب الاحمر ومركزين للشرطة. وقال مسئول باللجنة الدولية للصليب الاحمر ان انفجارا قرب مبنى تابع للجنة أسفر عن سقوط 12 قتيلاً واصابة 15 على الاقل. وقال شاهد عيان ان القنبلة كانت مخبأة فيما يبدو داخل عربة اسعاف. وقال شهود عيان ان انفجارا هز وسط بغداد قرب مبنى تابع للصليب الاحمر أمس مما أدى الى اشتعال النار في سيارات وتصاعد الدخان الى عنان السماء. وقال شهود عيان ان 12 شخصاً قتلوا في الانفجار. وشاهد مصور رويترز الجثث وسط الحطام.وهرعت سيارات الاسعاف الى مكان الانفجار. وقالت ندا دوماني المتحدثة باسم الصليب الاحمر لوكالة فرانس برس فيما كانت في الطريق الى المنطقة «ان انفجارا هائلا وقع قرب مكاتب اللجنة الدولية للصليب الاحمر واعتقد ان المبنى الملاصق لنا هو الذي اصيب في الانفجار». وأفاد المراسلون ان الانفجار سمع في انحاء بغداد وكان عنيفا لدرجة هزت العاصمة كلها. وقالت عراقية لرويترز ان اثنين من أبنائها اصيبا في الانفجار الاول مضيفة «كنا نائمين وانهار المنزل فوق رؤوسنا». وقال حارس يعمل لدى الصليب الاحمر ان السيارة التي اصطدمت بالحاجز الامني كانت تسير بسرعة فائقة مضيفا «كنت أقف عند البوابة عندما رأيت سيارة تسير بسرعة فائقة تصطدم بجدار وتنفجر».وقال حارس آخر «شاهدت عربة اسعاف تسير بسرعة صوب الحاجز وتنفجر». وقال موظف في الصليب الأحمر الدولي، صباح علي احسان، لوكالة فرانس برس ان السيارة المفخخة التى استخدمت في التفجير أمام مقر المؤسسة الانسانية في منطقة الكرادة وسط بغداد كانت سيارة اسعاف عراقية. وأوضح الموظف نفسه ان «السيارة المفخخة كانت سيارة اسعاف تابعة للمستشفيات العراقية وكانت تتجه بسرعة فائقة نحو حاجز اسمنتي امام مقر اللجنة الدولية للصليب الاحمر، وحاولت دون جدوى ايقافها لكنها اصطدمت بالحاجز ثم انفجرت».وأضاف «لقد قتل سائقها على الفور واصيب احد زملائنا بجروح». وقال موظف آخر في الصليب الاحمر حيدر مصطفى ان عشرة اشخاص تقريبا كانوا في مكاتب اللجنة الدولية أمس بسبب بدء شهر رمضان، وأضاف «عادة يكون هناك قرابة مئة موظف يعملون في المبنى لكن الدوام في شهر رمضان يبدأ في التاسعة صباحا (00,06 ت غ) بدلا من الثامنة والربع». وأفاد مراسل قناة «الجزيرة» الفضائية فى بغداد ان سيارة مفخخة استهدفت مركز شرطة «السيدية» حيث تتخذ القوات الاميركية والشرطة العراقية المركز مقرا مشتركا لها. ونجم عن الانفجار مقتل ثلاثة عناصر من الشرطة العراقية وجرح عشرين آخرين حسب مصادر الشرطة. كما استهدفت سيارات مفخخة آخرى مراكز للشرطة فى «الكرخ» و«الخضراء»، وأدت الى مقتل ثلاثة اشخاص بينهم شرطيان ومدنى وجرح عشرة اشخاص على الاقل واحراق عدد من السيارات التى كانت متواجدة قرب مركز الشرطة. وفى اطار توتر الاجواء وغياب الامن الذى يشهده العراق تعرض قطار محمل بالمواد الغذائية والعسكرية والوقود الى انفجار نتيجة وجود عبوة ناسفة فى منطقة الحويش غرب سامراء التى تبعد 120 كيلو مترا شمال العاصمة العراقية، مما أدى الى تدمير القطار تدميرا كاملا. كما تعرض المركز الرئيسي لقيادة دوريات النجدة بمنطقة جنوب شرقي بغداد لمحاولة تفجير فاشلة صباح أمس ضمن سلسلة انفجارات شهدتها العاصمة العراقية فى مناطق متفرقة منذ الصباح. وقال مراسل وكالة الانباء الكويتية في بغداد ان سيارة لاند كروزر محملة بالمتفجرات وبها ثلاثة اشخاص اصطدمت بالحاجز الاسمنتي امام المركز الرئيسي لقيادة دوريات النجدة غير انها لم تنفجر. واضاف المراسل ان رجال الشرطة العراقية اطلقوا النار فور اصطدام السيارة مما أدى الى مقتل احد الجناة واصابة الاثنين الآخرين بجراح. وأشار المراسل الى انه اتضح ان أحد الجناة الثلاثة من احدى الجنسيات العربية وان احدهم كان ينتحل صفة شرطي مرتديا علامة الشرطة العراقية. وذكر المراسل انه شاهد كميات كبيرة من المتفجرات التي لم تنفجر داخل السيارة كان من الممكن ان تؤدي الى كارثة لو نجحت عملية التفجير.ونقل القتيل والجريحان الى مستشفى ابن النفيس القريب من المكان. كما وقع انفجار الليلة قبل الماضية قرب فندق المنصور فى منطقة الصالحية وسط العاصمة العراقية بغداد. ونقلت قناة «الجزيرة» الفضائية عن شهود عيان قولهم ان انفجارا آخر هز منطقة العامرية القريبة من مطار بغداد، غير أنه لم يتضح بعد ما اذا كان الانفجاران قد خلفا خسائر. وكان متحدث عسكرى أميركى قد أعلن أن انفجارين وقعا مساء أمس داخل المقر الرئيسى للقوات الأميركية فى بغداد، وتضم المنطقة التى تعرضت للهجوم كلا من قصر المؤتمرات ومقر سلطة الحكم الانتقالي والقصر الجمهورى السابق وفندق الرشيد. على صعيد آخر شيعت في بغداد أمس جنازات ثلاثة شبان عراقيين تم اغتيالهم فجر أمس الأول لدى خروجهم من أحد المساجد وسط مشاعر من النقمة والغضب. وحمل مساعد وزير الداخلية العراقي احمد ابراهيم الرئيس العراقي السابق صدام حسين مسئولية الاعتداء بالسيارة المفخخة قرب مقر الصليب الاحمر الدولي في بغداد صباح أمس.وقال ابراهيم في موقع الهجوم «انه هجوم ارهابي دنيء نفذه رجال صدام حسين». وأضاف «صدام حسين وراء كل الكوارث التي تحصل في العراق».وتابع «نؤكد لكم اننا ننتظره مع انصاره الحقيرين».وكان ابراهيم تفقد موقع الانفجار وامضى نصف ساعة في المكان. وكالات