ذكرت صحيفة "الأخبار" في نسختها الإلكترونية صباح أمس أن عدد ضحايا سلسلة الانفجارات التي استهدفت مجمعات سكنية يقطنها غربيون وموظفون أمريكيون، شرقي العاصمة السعودية الرياض، ارتفع إلى ما يزيد عن مائة شخص ما بين قتيل وجريح. وكانت حصيلة أولية قد أكدت مقتل وإصابة اكثر من ستين شخصا على الأقل في الانفجارات التي وقعت في ثلاثة مواقع مختلفة بالعاصمة السعودية, بينما وجهت السفارة الأمريكية بالسعودية نداءا إلى كل الأمريكيين المقيمين هناك بأن يلزموا منازلهم ويحكموا إغلاق الأبواب. وأشارت صحيفة الجزيرة السعودية أمس إلى أن "الأمير نايف بن عبدالعزيز" وزير الداخلية أكد لها في اتصال معه أن الجماعات التي كانت وراء انفجارات أول أمس والتي وصفها ب"الإرهابية", لها ارتباطات خارجية, وأن أعضاءها هم من الجماعات التي تدربت في أفغانستان وأنهم تأثروا بما أسماه النهج الإرهابي المتطرف, وأنهم حصلوا على الأسلحة والمواد التفجيرية من خارج الحدود.وأضاف الأمير السعودي حسب ذات الصحيفة أنه تم اتخاذ إجراءات أمنية مكثفة "وفق استراتيجية تتطلبها الحالة السائدة، لإجهاض هذه المخططات الإرهابية". وكانت وزارة الداخلية السعودية قد أصدرت بيانا مقتضبا عقب الحادث قالت فيه إن ثلاثة انفجارات وقعت، وإن السلطات بدأت التحقيق في الحادث. وأكد السفير الأمريكي بالرياض "روبرت جوردان" أن من بين المصابين يوجد أكثر من أربعين أمريكيا، فيما نفى مسؤولون أمريكيون في واشنطن أن يكون أي مسؤول أمريكي موجود في المجمع الذي تعرض للهجوم. وذكرت تقارير أن أحد الانفجارات نتج عن اصطدام سيارة محملة بالمتفجرات في مجمع سكني بشرقي العاصمة السعودية الرياض. وأذاع التلفزيون السعودي صورا لبعض مواقع الانفجارات ظهرت فيها مباني داخل هذه المجمعات وقد دمرت بالكامل، كما أظهرت الصور مشاهد لسيارات وقد تفحمت من جراء الانفجار. وجاء الحادث قبل ساعات من وصول وزير الخارجية الأمريكي "كولن باول" إلى العاصمة السعودية في إطار الجولة التي يقوم بها في المنطقة. وقال باول خلال مؤتمر صحفي في العاصمة الأردنية عمان صباح أمس قال "إنه سيمضي قدما في زيارته للسعودية بالرغم من التفجيرات". وفي لندن قال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية إن المسؤولين البريطانيين يجرون اتصالات بالسلطات السعودية لاستيضاح الموقف. وقد أفاد شهود عيان أن الانفجار الأول كان في مجمع "غرناطة" السكني الذي يقع على طريق "الدمام" السريع, وأنه ربما كان ناتجا عن اقتحام سيارة مفخخة مما أدى إلى تصاعد ألسنة كثيفة من اللهب و الدخان. أما الانفجار الثاني فقد استهدف مجمع "جداول" السكنى بجوار ملعب الملك فهد الرياضي والذي يقطنه موظفون أمريكيون يعملون فى أحد القطاعات العسكرية. وأفادت الأخبار الواردة من المنطقة أن الانفجاران كانا قويان لدرجة اهتزت معه عدد من المنازل تبعد "كيلومترات" عن مكان الانفجار. أما الانفجار الثالث فقد وقع في حي "البديعة" غرب الرياض، وهز انفجار رابع مجمع "الحمرا" بالرياض كذلك. وقال مراسل قناة "العربية" الفضائية صباح أمس إنه سمع إطلاق نار داخل المجمع السكني الأخير فيما يبدو أنه هناك اقتحام مسلح ومواجهات بين القوات الخاصة السعودية ومنفذي الانفجارات. وأضاف المراسل أن أنباء غير مؤكدة تقول أن عدد الضحايا حوالي 25 قتيلا وأن نحو 30 سيارة إسعاف اتجهت إلى داخل المجمع مما يكشف عن وقوع عدد كبير من الإصابات, وأضاف أن حالة استنفار قصوى سادت المناطق المحيطة بالانفجارات وانتشرت سيارات الشرطة فى كل مكان. ومعلوم أن الشرطة السعودية قد عثرت الأسبوع الماضي على شحنة ضخمة من الأسلحة والمتفجرات في الرياض أثناء حملة أمنية لملاحقة أعضاء من وصفتهم الشرطة السعودية ب"جماعات دينية متشددة". ومعلوم أن وزارة الخارجية الأمريكية حذرت الأمريكيين في مطلع الشهر الحالي من السفر إلى السعودية لزيادة المخاوف من احتمالات شن هجمات "إرهابية". وتعتبر هذه الهجمات الأكبر من نوعها التي تستهدف مصالح أجنبية ، وأمريكية على الأخص في السعودية منذ الانفجار الذي استهدف ثكنات عسكرية أمريكية في مدينة الخبر عام 1996، والذي أودى بحياة تسعة عشر جنديا أمريكيا. هذا وقد دعا تحذير أصدرته السفارة الأمريكية في العاصمة السعودية آلاف الأمريكيين الذين يعيشون في السعودية إلى توخي أقصى درجات الحذر بعد الانفجارات، ونصحت السفارة الأمريكيين بملازمة مساكنهم والبقاء بعيدين عن نوافذ وأبواب منازلهم. أحمد حموش