ارتفع عدد ضحايا الهجوم الذي نُفِّذ بسيارة مفخخة واستهدف مجمعا سكنيا غرب العاصمة السعودية الرياض في ساعة مبكرة من صباح الأحد الماضي إلى 17 قتيلا وازيد من 122 جريحا، وفقا لأحدث حصيلة أعلنتها وزارة الداخلية السعودية. وتعهد الرئيس الأمريكي جورج بوش بالوقوف إلى جانب السعودية ضد الإرهاب، فيما تواصلت ردود الفعل الدولية المنددة بالهجوم. وكانت سيارة جيب مسروقة تابعة للشرطة السعودية قد اقتحمت صباح الأحد مجمع المحيا السكني غرب الرياض رغم حواجز الإسمنت التي تحيط بالمجمع لأسباب أمنية ثم انفجرت. وأوضحت وزارة الداخلية السعودية في بيان بثته وكالة الأنباء السعودية مساء الأحد أن بين قتلى الهجوم 7 لبنانيين و4 مصريين وسعوديا وسودانيا، مشيرة إلى أنها تقوم حاليًّا بالتأكد من جنسيات القتلى الأربعة الآخرين. وأعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش من جهته أن بلاده تدعم السعودية ضد الإرهاب. وقال مسؤول في البيت الأبيض: الرئيس تحدث مع ولي العهد الأمير عبد الله هاتفيًّا لتقديم تعازيه للشعب السعودي ولعائلات الذين قتلوا في الاعتداء. وأضاف أن بوش أبلغ ولي العهد أن الولاياتالمتحدة تقف إلى جانب المملكة العربية السعودية في الحرب ضد الإرهاب. ووصف وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز الاعتداء بأنه من أكبر الجرائم في بشاعته، وتعهد بالقبض على مدبري الاعتداء، مطالبا السعوديين بالإرشاد عنهم، قائلا: يجب ألا تتطرق الشفقة أو الرحمة بأي شخص يفكر في مثل هذه الأمور، بل أعتقد وأجزم أن من دل على شخص فإنه دل على نجاة هذا الشخص؛ لأن يد العدالة ستصل إليه وسيحكم الله بحكمه. وفي ردود الفعل العربية ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أن الرئيس المصري أعرب في اتصال هاتفي مساء الأحد مع ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز عن إدانته لهذا العمل الإجرامي وعن عظيم أسفه وخالص عزائه ومواساته لأسر الضحايا. كما أدان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بكل قوة تلك الأعمال الإرهابية الإجرامية التي لا هدف لها سوى تهديد الاستقرار والتخطيط للشر وترويع الآمنين وقتلهم دونما التفات لعقيدة أو دين أو مراعاة لحرمة شهر رمضان. وأدان مجلس التعاون الخليجي الاعتداء، واصفا إياه بالجبان والإرهابي. وأدان الهجوم أيضا كل من الكويت والإمارات والبحرين واليمن والمغرب وسوريا وإيران. ووقع انفجار المحيا بعد 6 أشهر تقريبًا من تفجيرات في مجمعات سكنية بالرياض أدت إلى قتل 35 شخصًا منهم 9 أمريكيين على الأقل، بالإضافة إلى أجانب وسعوديين في 12 مايو، واتهمت السعودية تنظيم القاعدة بالمسؤولية عن الهجمات. وقتل 5 متشددين في اشتباكات مع قوات الأمن السعودية منذ الإثنين 3112003 عندما أعلنت السلطات أنها أحبطت هجومًا مزمعًا على معتمرين في مكة. من ناحية أخرى وصل إلى العاصمة السعودية الرياض مساعد وزير الخارجية الأميركي ريتشارد أرميتاج الذي أعرب عن اعتقاده أن الهجوم على مجمع المحيا السكني كان من تدبير تنظيم القاعدة. وحذر أرميتاج في تصريحات للصحافيين من وقوع مزيد من الهجمات، وأشاد المسؤول الأمريكي بقوات الأمن السعودية وقال إن واشنطن واثقة من أن العنف لن يخرج الإصلاحات التي تتبناها الرياض عن مسارها. كما اتهم أعضاء في الكونغرس الأمريكي تنظيم القاعدة بتدير تفجير الرياض واعتبروا أن الهجوم كشف أن المملكة هدف ل الإرهابيين مثلها مثل الولاياتالمتحدة ويتعين عليها أن تفعل المزيد لمحاربة التطرف على حد قولهم.