أعلنت السعودية إنهاء أزمة احتجاز الرهائن في مدينة الخبر شرق البلاد بعد أن اقتحمت قوات خاصة (كوماندوز) مجمعاً سكنياً احتجز فيه إرهابيون 242 رهينة. وأسفر الاعتداء الإرهابي عن مقتل 22 شخصاً من جنسيات مختلفة من بينهم أربعة غربيين وإصابة 25 آخرين. وقالت وزارة الداخلية السعودية في بيان رسمي أول أمس إنه تم اعتقال قائد المجموعة الإرهابية المكونة من أربعة أشخاص وفرار ثلاثة، وذلك بعد احتمائهم برهائن. ونفى مسؤول سعودي مشاركة قوات مارينز أمريكية في محاصرة المجمع. وتبنى تنظيم القاعدة العملية الإرهابية، وقال بيان الداخلية: أزهقت يد البغي والعدوان والفساد 22 نفسا من الأنفس المعصومة من جنسيات مختلفة، موضحا أن القتلى هم أمريكي وبريطاني وسويدي وإيطالي و8 هنود وثلاثة سعوديين وثلاثة فلبينيين وسيريلانكيان اثنان وجنوب إفريقي وطفل مصري. وأضاف البيان الذي أوردته وكالة الأنباء السعودية: أصيب في هذا الحادث خمسة وعشرون من جنسيات مختلفة بإصابات عادية لا تمثل خطورة على حياتهم. وأكد البيان، من جهة أخرى، أن ثلاثة من عناصر المجموعة المسلحة التي شنت هجمات الخبر تمكنوا من الفرار في حين اعتقل العنصر الرابع في المجموعة. وقال إن قوات الأمن تمكنت من إصابة قائد المجموعة والقبض عليه وهو من المطلوبين المهمين للجهات الأمنية. وأضاف البيان ذاته أن البقية، وعددهم ثلاثة (أحدهم مصاب) فقد تمكنوا من الخروج من المجمع بعد الاحتماء (تحت تهديد السلاح) بعدد من الأشخاص لحين تمكنهم من اغتصاب سيارة أحد المواطنين وهم محل متابعة الجهات الأمنية. وأوضح بيان الداخلية السعودية أن قوات الأمن السعودية قامت بإخلاء معظم المحتجزين في المجمع قبل تنفيذ عملية الهجوم لتحرير الرهائن في وقت باكر من صباح أول أمس الأحد، وأنه تم إخلاء 242 شخصا من جنسيات مختلفة على دفعتين من مجمع الفيلات ومن مبنى الفندق التابع للمجمع، وأنه تم إخلاء 41 أمريكيا و10 هولنديين و20 بريطانيا و8 أردنيين و10 لبنانيين و4 فرنسيين و20 سعوديا و8 يابانيين و80 آسيويا من مجمع الفيلات. أما من مبنى الفندق التابع للمجمع، فقد تم إخلاء 21 هنديا وأردنيين وفلبيني واحد و10 بنغاليين ولبناني واحد و5 سيريلانكيين وباكستاني واحد. وكانت مدينة الخبر النفطية شرق السعودية قد شهدت صباح السبت الماضي سلسلة هجمات نفذتها المجموعة المسلحة التي يشتبه بعلاقتها بتنظيم القاعدة أعقبتها عملية احتجاز رهائن انتهت باقتحام قوات الأمن السعودي المكان لتحرير الرهائن. وقدم بيان وزارة الداخلية السعودية وصفا مقتضبا لمجريات الأحداث مؤكدا أن المجموعة تنتمي إلى الفئة الضالة وهو التعبير المستخدم في الخطاب الرسمي السعودي للإشارة إلى المتطرفين. كما أشار إلى أن المجموعة حاولت إدخال سيارة مفخخة إلى المجمع دون جدوى. وأوضح أن أربعة من المنتمين للفئة الضالة من ذوي السوابق الإجرامية قاموا عند الساعة السابعة والربع من صباح يوم السبت بإطلاق النار على حراس أمن إحدى الشركات ودخلوا إلى مقر الشركة وأطلقوا النار على العاملين ثم خرجوا من المقر وهم يطلقون النار فأصابوا عدداً من السيارات إحداها تحمل أربعة أطفال متجهين إلى مدارسهم احترقت وفيها أحدهم. وأضاف أن المجموعة قامت بإطلاق النار على أحد المراكز التجارية واتجهوا إلى مجمع واحة عبدالعزيز بمدينة الخبر في محاولة لإدخال السيارة التي يستقلونها والتي اتضح أنها مفخخة وجاهزة للتفجير، وحيث لم يتمكنوا من ذلك فقد دخلوا إلى المجمع عبر القفز من فوق الأسوار وقاموا بتهديد القاطنين فيه بما يحملونه من أسلحة. وأعلن تنظيم القاعدة في بيان أول أمس تبنيه اعتداء الخبر، مشيرا إلى تمكن عناصر المجموعة من الفرار ومقتل أحدهم. وقالت القاعدة، في بيان ثان موقع ب تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، أول أمس أنه استطاع المجاهدون الانسحاب من الموقع رغم الطوق الأمني المشدد والانحياز إلى أماكن آمنة، مهددة بمزيد من العمليات. وأكد البيان الثاني للتنظيم الذي يقوده السعودي عبد العزيز المقرن أن الهجوم واحتجاز الرهائن في الخبر نفذه أربعة قتل واحد منهم وهو نمر بن سهاج البقمي. ونفى مصدر سعودي مسؤول الخبر الذي نشرته صحيفة الوطن الكويتية أول أمس الذي مفاده أن جنوداً من مشاة البحرية الأمريكية المارينز ساعدوا رجال الأمن السعوديين في حصار المجمع السكني. وأكد المصدر في تصريح له أول أمس أن هذا الخبر عار من الصحة تماما.. وأبدى استياءه الشديد من أن يصدر مثل هذا الخبر الكاذب من صحيفة خليجية المفترض فيها أن تنأى عن نشر مثل هذه الأخبار المغرضة والكاذبة، وأن تتحرى المصداقية فيما تنشره من أخبار. وكالات