ارتفع عدد ضحايا الانفجار بشاحنة مفخخة شرق مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى (400 كم) شمال بغداد، فجر أمس الخميس، إلى 20 قتيلا و30 جريحا على الأقل، وفق حصيلة جديدة.وليد المعلم وعمرو موسى وهوشيار زيباري وأحمد داود أوغلوا (أ ف ب) وكانت الشرطة أعلنت، في وقت سابق من أمس، أن انفجار شاحنة محملة بالمتفجرات في قرية كردية بشمال العراق خلف ما لا يقل عن 19 قتيلا وأصاب 13 آخرين بجروح. وأوضح مصدر بالشرطة العراقية أن مسلحا قاد شاحنة محملة بالمتفجرات وفجرها في قرية (وردك) لتابعة لقضاء الحمدانية على بعد (40 كم) شرق الموصل، قبل الفجر ما أدى إلى مقتل 20 شخصا وإصابة 30 آخرين وانهيار عدد كبير من المنازل. وأضاف أن مسلحا آخرا حاول تفجير شاحنة مفخخة ثانية في القرية لكن قوات أمن المنطقة أطلقت عليه النار فقتلته قبل أن يصل إلى مشارف القرية. وأوضح المصدر الأمني أن الحصيلة مرشحة للزيادة، نظرا لحجم الدمار الذي أحدثه الانفجار. من جهة أخرى، قال مسؤول في وزارة الداخلية العراقية، إن أربعة جنود أميركيين، قتلوا في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم، في مدينة بيجي شمال البلاد، بينما قتل شخص وأصيب 12 آخرون في بغداد عندما استهدفت قنبلة سيارة تقل موظفي وزارة الصحة. ويعد هذا اليوم من أكثر الأيام دموية بالنسبة للقوات الأميركية منذ 30 يونيو الماضي، عندما انسحب الجيش الأميركي من المدن والبلدات العراقية. ولقي ما يزيد عن 12 عراقياً مصرعهم، وأصيب 56 آخرون بجروح خلال سلسلة من العمليات المسلحة التي وقعت في مختلف أنحاء العراق، وفقاً لما ذكره مسؤولون عراقيون. ففي الرمادي، بمحافظة الأنبار، على بعد 97 كيلومتراً إلى الغرب من العاصمة بغداد، لقي سبعة عراقيين على الأقل مصرعهم، وجرح 16 آخرون، في انفجار سيارة مفخخة عند نقطة تفتيش. وقال مسؤول في وزارة الداخلية العراقية، إن ثلاثة من عناصر الشرطة بين القتلى السبعة، فيما أصيب أربعة عناصر آخرين، وثلاثة أطفال بجروح جراء الانفجار. وفي حادث آخر، قتل ثلاثة أشخاص على الأقل وجرح 20 آخرون في تفجير نفذه انتحاري كان يرتدي حزاماً ناسفاً، أثناء خروج المصلين من مسجد للشيعة في وسط مدينة بعقوبة، وفقاً لما نقله مسؤول آخر في وزارة الداخلية العراقية. من جهة أخرى، أحرز الاجتماع الرباعي لوزراء خارجية سوريا والعراق وتركيا والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، في القاهرة تقدما لتخفيف التوتر بين بغداد ودمشق. واتفق خلال الاجتماع على إعادة السفيرين ووقف الحملات الإعلامية بين البلدين وتشكيل لجان أمنية وسياسية لحل الخلافات بينهما. وجاء اللقاء على هامش الاجتماع الدوري لوزراء الخارجية العرب الذي اختتم أعماله في وقت متأخر من مساء أمس. وأكد وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، الاتفاق مع الجانب السوري خلال اجتماع القاهرة على سلسلة من الإجراءات واللقاءات لمعالجة المشاكل بينهما، وأضاف أن بغداد طالبت بمعالجة جذرية للخلافات التي تعوق تطور العلاقات السورية العراقية. وأشار زيباري، في تصريحات للصحافيين، إلى أن الجامعة العربية كان لها دور كبير في معالجة التوتر، واصفا اللقاء بالودي والإيجابي والجيد. وفي مؤتمر صحفي مشترك عقده الأمين العام لجامعة الدول العربية مع وزير الخارجية السوري قال عمرو موسى إن الأمانة العامة للجامعة قدمت عدة مقترحات لتطويق الأزمة السورية العراقية. من جانبه، اعتبر وليد المعلم، أن الاجتماع خرج بنتائج مهمة تتمثل في وقف الحملات الإعلامية، مشيرا إلى أنه أبلغ الأمين العام للجامعة العربية ووزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن دمشق تستجيب لكل هذه المطالب والأفكار. كما اتفق الجانبان -وفق المعلم- في الاجتماع على معالجة الأزمة من خلال الدور العربي ممثلا في الأمين العام ومن خلال الوساطة التركية. وأشار إلى أن سوريا أدانت "هذا العمل الإجرامي"، معتبرا أن هناك سوء فهم حول حقيقة ما جرى لأن "الموقف السوري كان رافضا باستمرار لهذه الجريمة"، في إشارة إلى ما بات يعرف باسم تفجيرات الأربعاء الأسود في بغداد. كما دعت مصر العراق وسوريا إلى إجراء حوار مباشر وصريح بينهما بشأن التفجيرات التي وقعت أخيرا في العاصمة العراقية بغداد، لتجاوز هذا الخلاف.