حال القسم القضائي بمفوضية سيدي بنور، الخميس الماضي، مشتبها به، في حالة اعتقال، على الوكيل العام بمحكمة الدرجة الثانية بالجديدة، من أجل الاختطاف والاحتجاز والاغتصاب، مع حالة العود. دوار القرية الذي أصبح خاضعا لنفوذ سيدي بنور وتعود وقائع النازلة إلى ليلة الاثنين الماضي، عندما كانت امرأة تدعى دنيا، من مواليد 1985، تشغل غرفة مستقلة، على وجه الكراء، تعتزم الالتحاق بمنزل والدتها، لأخذ صغيرتها، بعد أن اتصلت بها والدتها على هاتفها المحمول، وأبلغتها أنها ستسافر، صباح اليوم الموالي، إلى الرباط. وعند مرورها في ساعة متأخرة من الليل، عبر شارع الزرقطوني، تعقبها المشتبه به المدعو (شفيق)، وكان تحت تأثير مسكر ماء الحياة (الماحيا)، ليضع سكينا كان بحوزته، حسب تصريحات الضحية، على عنقها، على مرأى المواطنين، الذين لم يسعفوا امرأة في خطر، ولم يتصلوا بشرطة النجدة، ووضعها بين خيارين لا ثالث لهما، إما مرافقته مكرهة إلى بيته بالجوار، أو تشويه وجهها بالسلاح الأبيض، ولم تجد بدا من الخيار الأول، ورافقته إلى منزل قديم، عبارة عن طابق سفلي. وداخل الغرفة أرغمها، تحت التهديد بالسكين، على احتساء ما تبقى من قنينة (الماحيا)، ثم مارس عليها الجنس. وفي حدود السابعة والنصف من صباح اليوم الموالي (الثلاثاء)، أخلى سبيلها، بعد أن حل والده فجأة بالمنزل. وبمجرد أن عانقت سماء الحرية، التحقت بمفوضية الشرطة بسيدي بنور، وسجلت شكاية في الموضوع، سردت فيها تفصيليا وقائع النازلة. وباشر القسم القضائي البحث والتحريات، فيما مكنت الحملة التمشيطية، من إيقاف المشتبه به، في ظرف وقت قياسي، بعد أن اهتدى المحققون إلى محل سكناه مع والديه، بدوار القرية. وإثر تنقيطه على الناظمة الإلكترونية، تبين أن الأمر يتعلق بالمدعو (شفيق)، من مواليد 1981، عازب، مهنته عامل، قضى عقوبات سالبة للحرية، متفاوتة المدد، وصلت في مجموعها 13 سنة، إثر تورطه في سبع قضايا جنائية، من أجل تكوين عصابة إجرامية، والسرقات الموصوفة بيد مسلحة، والاختطاف والاحتجاز والاغتصاب، والضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض. وأخضعت الضابطة القضائية المتهم، بعد وضعه تحت تدبير الحراسة النظرية، للاستنطاق، في ما يخص مسؤوليته الجنائية، وظروف وملابسات الأفعال الإجرامية، التي اعترف بارتكابها. وأفاد أنه كان يتعاطى، منذ مغادرته السجن، حوالي سنة ونصف السنة، لبيع السجائر بالتقسيط، على غرار شقيقه الأكبر، ووالده الذي كان يشتغل بفران شعبي. وانتقلت أسرته للإقامة بسكنهم الجديد بدوار القرية، وظل يشغل على وجه الكراء، المنزل الكائن بسيدي بنور، وكان يتردد عليه، لتفجير مكبوتاته، واحتساء مسكر ماء الحياة، الذي أقر أنه كان يقتنيه بسومة 40 درهما للتر، من أحد كبار مروجي (الماحيا) والمخدرات، المدعو (ع )، الذي يمارس نشاطاته الإجرامية وبيع المحظورات، في واضحة النهار، بدوار الربيعات، الخارج عن النفوذ الترابي لمفوضية سيدي بنور، فيما أصدر القسم القضائي مذكرة بحث وتوقيف في حق هذا الأخير. وتجدر الإشارة إلى أن دوار القرية، أصبح، مطلع شهر يونيو 2009، خاضعا للنفوذ الترابي لمدينة سيدي بنور. واعتقلت المصالح الأمنية بسيدي بنور، من داخل هذا التجمع السكني، خلال الفترة الممتدة من 1 يونيو 2009، إلى غاية 15 يناير 2010، زهاء 90 مشتبها به، تورطوا في حيازة وترويج واستهلاك المخدرات، وأربعة من كبار مروجي "الماحيا"، فيما فضل باقي المنحرفين الإقامة، وممارسة نشاطاتهم المحظورة، في الحقول والدواوير المجاورة. وكان المنحرفون، والمبحوث عنهم، ومروجو المخدرات، اتخذوا من دوار القرية، طيلة السنوات الماضية، معقلا آمنا لهم، ولنشاطاتهم الإجرامية، التي كانوا يمارسونها في واضحة النهار، وكانوا يثقلون مدينة سيدي بنور، والدواوير المجاورة، بالسموم، وكانت سببا في ارتكاب جنايات خطيرة. وكانت جماعة أولاد عمران اهتزت، أخيرا، على وقع جريمة قتل بشعة، خلال ليلة ماجنة، أحياها ثلاثة أشخاص، وكان يؤثثها احتساء "الماحيا"، وممارسة الجنس مع عاهرتين من مركز أولاد عمران. كما كانت هذه الجماعة القروية مسرح جريمة دم بشعة، ليلة الاثنين 28 يوليوز 2008، ذهبت ضحيتها امرأة عجوز (100 سنة)، كان الجاني المدعو (م)، الذي كان تحت تأثير "الماحيا"، ذبحها من الوريد إلى الوريد، بعد أن عرضها للسرقة الموصوفة بيد مسلحة، واغتصبها بشكل وحشي.