تلقت قاعة المواصلات بمفوضية الشرطة بسيدي بنور، الأربعاء الماضي، مكالمة هاتفية تفيد أن شخصا تعرض للضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض، وأنه مدرج في دمائه.وانتقلت في أعقاب ذلك، الضابطة القضائية إلى مسرح النازلة، وسهرت على نقل الضحية على متن سيارة للإسعاف، إلى مصلحة المستعجلات بالمستشفى المحلي بسيدي بنور، إذ تلقى الإسعافات الأولية، قبل أن يجري نقله إلى قسم الإنعاش بالمركز الاستشفائي الإقليمي محمد الخامس بالجديدة، ومنه، جرى نقله إلى مصحة خاصة بالجديدة، نظرا لخطورة الإصابات الجسمانية في رأسه ويده اليسرى، بواسطة ساطور. وتجندت عناصر القسم القضائي لدى مصلحة الشرطة القضائية بسيدي بنور، التي تمكنت، بعد حملة تمشيطية واسعة النطاق، من اعتقاله، في اليوم الموالي للجريمة، بدوار القرية، الخاضع للنفوذ الترابي لمدينة سيدي بنور، إذ كان المتهم مازال يحوز بسلاح الجريمة. وعلى الفور، جرى تصفيده، واقتياده إلى المصلحة الأمنية، إذ وضع تحت تدبير الحراسة النظرية، لمدة 48 ساعة، من أجل البحث والتقديم. وأبانت التحريات أن المشتبه به الملقب ب "ولد الضاوية"، ذو طابع عدواني، كثير الاعتداء بالضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض، في الشارع العام بسيدي بنور، إذ زرع الرعب في نفوس المواطنين، وسبق أن أحيل على العدالة، عدة مرات، لتورطه في قضايا مختلفة، يتصدرها الضرب والجرح بواسطة السلاح، خصوصا في حق النساء (ست مساطر قضائية)، وكان قضى بسببها عقوبات سالبة للحرية. وأضافت مصادر "المغربية" أن المتهم تزوج من امرأة تتحدر من دوار أولاد سي بوحيا، وأنجب معها طفلين، إلا أن الزوجة اضطرت لمغادرة بيت الزوجية، إثر ظهور أعراض الخلل العقلي على شريك حياتها، الذي كان يسيء معاملتها ويهددها. وعن نازلة الاعتداء المذوي، التي كاد يلقى جراءها حتفه، "مخزني" متقاعد، في عقده السابع، متزوج وأب لأربعة أبناء، يقطن بسيدي بنور، أبانت التحريات أن الضحية كان يسير بمفرده راجلا، في حدود الثامنة والنصف من ليلة الأربعاء في شارع محمد الخامس بمدينة سيدي بنور، ولحظتها سدد إليه المتهم دون سبب يذكر، ضربة غادرة وعنيفة، بواسطة ساطور، أصابته مباشرة في الرأس، من جهة الخلف، وسقط جراءها أرضا. ورغم ذلك، استجمع قواه، ونهض في محاولة للهرب، خوفا على حياته، إلا أن المعتدي تمادى في بطشه، وهوى على الضحية بضربة عنيفة أخرى، كانت ستنزل على وجهه، غير أنه (الضحية)، وللاحتماء، اعترضها وأوقفها بذراعه اليسرى، ما جعله يصاب بجروح بليغة، تمزقت على إثرها أعصاب يده اليسرى، ودخل في حالة غيبوبة، وأصيب بنزيف دموي حاد، ولم يستفق إلا وهو طريح الفراش بقسم الإنعاش. وأكدت المصادر ذاتها أنه لولا تدخل المارة، لكان المشتبه به، الذي لاذ بالفرار إلى وجهة مجهولة، ارتكب جريمة قتل في حق رجل مسن، لا ذنب له. واستدعت الجروح الخطيرة، إجراء عملية جراحية معقدة على الضحية، الذي مازال يخضع للعناية الطبية المركزة، بمصحة خاصة في مدينة الجديدة، وأدلى بشهادة طبية حددت مدة العجز في 40 يوما، قابلة للتمديد. وعند إخضاعه للاستنطاق، اعترف الملقب ب "ولد الضاوية"، بالفعل الإجرامي المنسوب إليه، الذي صرح أنه ارتكبه تحت تأثير المخدرات، إذ كان استنشق ليلتها عدة علب من لصاق العجلات، وانتابه شعور عدواني، وحمل الساطور الذي حجزه المحققون، وخرج إلى الشارع العام بسيدي بنور، ليصادف بشارع محمد الخامس، الضحية الذي كان يسير راجلا وبمفرده، وأجهز عليه بالسلاح الأبيض، في محاولة لتصفيته جسديا. وإثر استكمال الإجراءات المسطرية، أحالت الضابطة القضائية المشتبه به، على وكيل الملك بمحكمة الدرجة الأولى بسيدي بنور، الذي أحاله للاختصاص، على الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف في الجديدة، اعتبارا لخطورة الفعل الجرمي، الذي قد يتسبب للضحية، في عاهة مستديمة، ليجري إيداعه رهن الاعتقال الاحتياطي السجن المحلي سيدي موسى.