أدانت الغرفة الجنائية الابتدائية بمحكمة الاستئناف بوجدة، مساء أول أمس الأربعاء، زوجة الأب، المتهمة بتعذيب ربيبها، عبد القادر أ. (6 سنوات)، وسجنه في قفص الأرانب، بثلاث سنوات حبسا نافذا، وأدانت والده (ح. أ) بستة أشهر حبسا موقوفة التنفيذ.كما قضت الغرفة بأداء والد الطفل وزوجته المتهمة مبلغ 50 ألف درهم، كتعويض مدني لفائدة الطفل، يؤديانه مناصفة بينهما. وعقب إصدار الغرفة أحكامها، في حدود السادسة مساء، بعد أزيد من ساعة من المداولة، أكد كل من دفاع الطفل الضحية، ودفاع المتهمة، عزمهما على استئناف القضية. وخلال جلسة النطق بالحكم، التي دامت أكثر من ساعتين، استمعت الهيئة إلى المتهمين والضحية، وإلى مرافعات النيابة العامة وهيئة الدفاع. وأوضحت مصادر مقربة من القضية أن الطفل الضحية، أثناء الاستماع إليه، كان يتكلم بصعوبة، وبدا واضحا عليه أنه يخاف زوجة أبيه، التي لم يكن يناديها ب "أمي" أو باسمها بل يناديها باسم "المهياوية"، مضيفة أنه، عندما كان يسأله القاضي، كان يجيب بصعوبة ليؤكد ما تعرض له من تعذيب، وأحيانا ينفيها أو يلتزم الصمت. ونفت المتهمة وزوجها، والد الضحية، التهم الموجهة إليهما، إذ أكدا أن الطفل كان يصعد بمفرده إلى سطح المنزل، حيث توجد الأرانب، ويبقى معها فترة طويلة، أما الكسور والجروح، التي كانت على جسده، فهي قديمة بسبب لعبه وسقوطه، كأي طفل في عمره، حسب المتهمين. وتوبعت المتهمة في حالة اعتقال، بتهم الاحتجاز، والتنكيل، والضرب والجرح الخطيرين بالسلاح الأبيض، المؤدي إلى كسور، في حق الطفل الضحية، في حين، توبع زوجها، والد الطفل، في حالة سراح مؤقت، بتهمة عدم تقديم مساعدة لشخص في خطر. وكانت المتهمة اعتقلت من طرف عناصر الأمن الولائي لمصالح الشرطة القضائية بوجدة، التي أحالتها، بعد التحقيق معها ومع والد الطفل، على النيابة العامة باستئنافية وجدة، يوم 16 ماي 2009، فيما وضع الطفل تحت المراقبة الطبية، بعد أن أودع قسم الأطفال المتخلى عنهم بمستشفى الفارابي، من أجل العلاج من كسور في اليدين، وخدوش بالوجه، وكدمات بمختلف أنحاء جسمه، كما خضع لعملية جراحية لفصل الشفة العليا عن الأنف، بعد أن التصقا جراء جرح اندمل بطريقة غير طبيعية، إضافة إلى علاج نفسي مكثف، لمدة 10 أشهر، نتيجة لما تعرض له على يد زوجة أبيه من ضرب وكي، وهو ما تثبته الشهادات الطبية المسلمة له، إذ جرى إحصاء 11 كسرا في الذراع والحوض والصدر وأصابع اليدين، تسببت في تشوهات وعاهة مستديمة. وأكد الطفل، خلال الاستماع إلى تصريحاته أمام عناصر الشرطة، أن زوجة والده كانت تسجنه في قفص مع أرانب كانت تربيها، ما ترك على جسده خدوشا وندوبا، نتيجة عض أسنان الأرانب. وجاءت متابعة المتهمة وزوجها على إثر شكاية من جد الطفل لمصالح الشرطة، يؤكد فيها تعرض حفيده للتعذيب من طرف زوجة والده، الذي تزوج منها بعد الانفصال عن والدة الطفل، منذ 4 سنوات. وباشرت فرقة الأحداث، التابعة لمصالح الشرطة القضائية بولاية الأمن بوجدة، تحقيقا في الموضوع بالاستماع إلى الطفل، الذي أكد تصريحات جده، وبعد الاستماع إلى المتهمة ووالد الطفل، اللذين أنكرا المنسوب إليهما، أحيلا على الوكيل العام بمحكمة الاستئناف، وتوبعا بالتهم المذكورة.