قضت الغرفة الجنائية بمحكمة الاستئناف بوجدة مساء الأربعاء 17 مارس الجاري بثلاث سنوات سجنا في حق (ف.ن) من أجل الضرب والجرح العمديين والحرمان من التغذية والتسبب في عاهة مستديمة لربيبها المسمى عبد القادر مالكي البالغ من العمر 6 سنوات، كما قضت نفس المحكمة بستة أشهر موقوفة التنفيذ في حق زوجها (والد الضحية) بتهمة «عدم التبليغ وعدم تقديم المساعدة لشخص في حالة الخطر». وقد مثلت المتهمة أمام هيئة المحكمة في حالة اعتقال فيما مثل زوجها في حالة سراح، وحضر الجلسة الطفل الضحية مرفوقا بلطيفة خياط مسؤولة عن الأطفال والنساء ضحايا العنف بمستشفى الفارابي وعضو جمعية «ما تقيش ولادي»، ومؤازرا بدفاعه الأستاذ نور الدين بوبكر، وقد تم الاستماع خلال الجلسة، والتي استغرقت زهاء الساعتين، إلى شقيق الضحية الأكبر وجده. وفي تصريح لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» أفاد الأستاذ نور الدين بوبكر بأن «إدانة المتهمة بثلاث سنوات سجنا حكم في محله، وذلك نظرا لخطورة الأفعال ولضخامة القضية، وفي اعتقادي فإن المحكمة رعت في حكمها ظروف الزوج والزوجة نظرا لوجود أطفال بحاجة للرعاية»، وأضاف الأستاذ بوبكر «نحن في دفاعنا كان القصد من المرافعة ومن الدفاع هو حماية حقوق الطفل الذي أصبح بدون ولي، وبالتالي حتى الطلبات المدنية التي تقدمنا بها في اسمه وطالبنا أن تراعى ظروفه وبأن يتم إيداعه بمقر الجمعية الخيرية لرعايته...» وكانت قضية الطفل عبد القادر مالكي قد تفجرت شهر ماي من السنة المنصرمة عندما استقبلت مصلحة طب الأطفال بمستشفى الفارابي بوجدة طفلا في حالة صحية متدهورة يعاني من آثار التعذيب، إذ تمت معاينة 11 كسرا منها القديم والجديد على مستوى الأصابع واليدين والظهر والرأس وخدوش بالوجه... وجرح متعفن تسبب في التصاق شفته العليا بأنفه، ليتم إخبار الوكيل العام للملك وبعد ذلك باشرت فرقة الأحداث التابعة لمصالح الشرطة القضائية بولاية أمن وجدة تحقيقا في الموضوع، حيث تم الاستماع إلى الطفل الذي اتهم زوجة أبيه بتعذيبه وحبسه مع الأرانب فوق سطح المنزل حيث كان ينام معها ويقتات من أكلها المتمثل في الفصة وقشور الخضر والخبز اليابس... كما تم الاستماع إلى الأب وزوجته وبعض أفراد الأسرة ومنهم جد الطفل الذي صرح بأنه سلم الطفل لوالده قبل تسعة أشهر وهو في حالة صحية جيدة، ورغم إنكار المنسوب إليهما أحيلت الزوجة في حالة اعتقال وزوجها في حالة سراح يوم 16 ماي 2009 على أنظار العدالة.