دق أحمد صبح، سفير دولة فلسطين بالمغرب، ناقوس الخطر حول قرب تهاوي جدران وأسقف المسجد الأقصى، جراء ما تعانيه البناية المقدسية من تصدعات وشقوق، نتيجة استمرار عمليات الحفر، التي تنفذها إسرائيل تحت أساساته وفي محيطه، متوقعا أن ينهار بشكل كلي في أي لحظة. السفير الفلسطيني بالرباط أحمد صبح في ندوة صحفية (سوري) وقال صبح، في ندوة صحفية بمقر السفارة الفلسطينية بالرباط، أول أمس الاثنين، إن "الشعب الفلسطيني المرابط يستصرخ أمته لاتخاذ خطوات جدية، تدعم صمود المواطنين الفلسطينيين على أرضهم، ويحشد أمته في المحفل الدولي لردع السياسة الإسرائيلية، التي تهدد القدس أكثر من أي وقت مضى". ووصف القدس بأنه "عنوان رسالة فلسطين، وبدون القدس، لا عنوان للرسالة"، مشيرا إلى أن "القدس ليس ملكا للشعب الفلسطيني وحده، بل ملك لجميع العرب والمسلمين، باعتبارها عاصمة للسلام"، موضحا أن ما تتعرض له مدينة القدس والمسجد الأقصى ليس مصادفة، بل هي خطة إسرائيلية لتهويد المدينة، وفرض واقع جديد على الأرض، يشمل مدينة القدس الشريف، والخليل، وبيت لحم. وأعرب السفير الفلسطيني، في تصريح ل"المعربية"، عن شكر السلطة والشعب الفلسطينيين لجهود لجنة القدس، وقال "نتقدم بالشكر إلى جلالة الملك محمد السادس على جهوده الجبارة في دعم صمود المقدسيين في مدينتهم"، مشيرا إلى أن وكالة بيت مال القدس استطاعت، بتعليمات من جلالة الملك، أن تبذل جهودا طيبة، داعيا باقي الدول العربية إلى دعم تلك الجهود من أجل القدس. وأضاف أن "محبة المغاربة بعيدة عن أي ملاحظة أو شك"، مشيرا إلى أنهم كانوا دائما محتضنين لقضايا القدس الشريف. وبخصوص التحضير للقمة العربية المقبلة، المقررة في ليبيا في 27 مارس الجاري، قال السفير إن السلطة الفلسطينية، بقيادة محمود عباس، تجري اتصالات مع قادة الدول العربية من أجل أن يحتل موضوع القدس مكانة في أشغال القمة، وأن تتمكن أشغالها من الخروج بقرارات عملية رادعة لجبروت الإسرائيليين. وورد في بيان للسفارة الفلسطينية بالرباط أن القدس والأقصى في خطر، وأنه رغم تكرار التصريحات المنبهة لخطورة الوضع في القدس، على مدى سنوات الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن مدينة السلام والمسجد الأقصى يواجهان، اليوم، تهديدا جديا، ينذر بكارثة حقيقية، قد تؤدي لانهيار أولى القبلتين وثالث الحرمين، جراء اتساع أشغال الحفريات تحت المسجد وحوله. وأضاف البيان أن مدينة القدس تعرف هجمة استيطانية إسرائيلية لتهويد البلدة القديمة، خاصة باب العمود، والشيخ جراح، وباب الواد، وحي البستان، في منطقة سلوان. وكشف بيان السفارة الفلسطينية أن الحكومة الإسرائيلية خصصت أكثر من 70 مليون دولار لهدم منازل الفلسطينيين في القدس، في وقت ترتفع مبان جديدة للمستوطنين، كما يجري طرد أصحاب المنازل بقوة السلاح، وتمكين غلاة التطرف من الاستيلاء عليها. وأعلن البيان الفلسطيني أن تسعة آلاف منزل فلسطيني في القدسالشرقية تواجه خطر الهدم، وأن قوات الاحتلال توزع إنذارات الهدم تدريجيا، تحت مختلف المزاعم والأكاذيب، كاشفا أنه حتى المقابر الإسلامية يجري تجريفها لتهيئة مبان أو ساحات يهودية في أماكنها.