حذر سفير دولة فلسطين بالرباط السيد أحمد صبح،اليوم الاثنين،من أن القدس الشريف والمسجد الأقصى باتا يواجهان خطرا أكبر من ذي قبل، جراء القرار الإسرائيلي الأخير، القاضي بإدارج الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح على قائمة المواقع الأثرية اليهودية. وأوضح السيد صبح خلال ندوة صحفية بالرباط، أن الخطر الذي يهدد مدينة القدس والمسجد الأقصى،على وجه الخصوص،ينذر بكارثة قد تؤدي إلى انهيار هذا المسجد بسبب الحفريات الواسعة التي تقوم بها إسرائيل تحت المسجد وحوله. وأكد أن الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة تستهدف بشكل خاص القدس والمسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل، موضحا أن إسرائيل عمدت،مؤخرا،إلى نشر قائمة تضم 150 موقعا أثريا وثقافيا ودينيا هي في الأصل مواقع فلسطينية وعربية وإسلامية كما لو كانت مواقع إسرائيلية. واعتبر السفير الفلسطيني أن إقدام إسرائيل على هذا النوع من الإجراءات يهدف،في العمق،إلى "تهويد القدس وطرد مواطنيها وإلى تقويض كل جهد دولي لحل تفاوضي عادل للقضية الفلسطينية". من جانب آخر، أعرب السيد صبح عن أمله في أن تقر القمة العربية المقبلة المقررة في ليبيا برنامجا عمليا لدعم القدس، سواء على المستوى المادي لدعم المواطنين في صراعهم من أجل البقاء في المدينة المقدسة، أو السياسي من خلال توحيد لغة المخاطبة العربية للإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي، قصد الضغط على إسرائيل لكي توقف إجراءاتها التعسفية فوق الأراضي المحتلة. وبحسب وثيقة صادرة عن سفارة دولة فلسطين بالرباط، فإن الحكومة الإسرائيلية خصصت لهذا العام أكثر من 70 مليون دولار بغرض هدم المنازل الفلسطينية في القدس "في وقت ترتفع مبان جديدة للمستوطنين ويتم طرد أصحاب المنازل بقوة السلاح وتمكين غلاة التطرف من الاستيلاء عليها". وأوضحت الوثيقة أن "المأساة تبلغ ذروتها عندما تجبر سلطات الاحتلال ملاكي البيوت على هدم منازلهم بأيديهم، بحجة عدم الترخيص او إجبارهم على دفع تكاليف الهدم تحت طائلة السجن". وأبرز السفير الفلسطيني،بهذه المناسبة،أن انعقاد هذا اللقاء يشكل،أيضا،فرصة للتعريف بمستجدات الأوضاع في المنطقة لدى الرأي العام المغربي "الذي احتضن على الدوام فلسطينوالقدس"، و"لتقديم الشكر والامتنان لكل الجهود التي يقوم بها المغرب، وخاصة جلالة الملك محمد السادس بصفته رئيسا للجنة القدس،في دعم صمود المواطنين المقادسة". يشار إلى أن العديد من البلدان والمنظمات العربية والإسلامية والدولية كانت قد أعربت عن قلقها إزاء إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن ضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم إلى قائمة التراث اليهودي، معتبرة أن هذا القرار يشكل خرقا للقانون الدولي وضربة لجهود التسوية بين فلسطين وإسرائيل.