فيما حذر احمد قريع الرئيس السابق لطاقم المفاوضات النهائية مع اسرائيل من ان تل ابيب تسير في فرض حلها احادي الجانب على ارض الواقع وصولا للدولة الفلسطينية ذات الحدود المؤقتة كشفت بلدية الاحتلال في مدينة القدس الجمعة عن مصادقتها على بناء 600 وحدة استيطانية جديدة في المدينة المقدسة. واوضحت مصادر اسرائيلية بان الوحدات الاستيطانية الجديدة ستقام ضمن نطاق مستوطنة 'بسجات زئيف'، المقامة على اراضي بيت حنينا، وقرية حزما شمال القدسالمحتلة. وقال عضو المجلس الثوري لحركة فتح ديمتري دلياني، ان ما يسمى ب'اللجنة اللوائية للبناء والتخطيط' في بلدية الاحتلال صادقت الخميس على بناء 600 وحدة استيطانية في المستعمرة المذكورة. واضاف ان المخطط الاول للمشروع الاستعماري تضمن بناء 1100 وحدة سكنية لكن العقبات القانونية التي وضعها مالكون فلسطينيون لمساحة ارض تبلغ 30 دونما اجبرت بلدية الاحتلال على تقليص حجم مشروعها التوسعي على الارض الفلسطينية المصادرة منذ زمن بعيد. واشار دلياني الى ان هذا القرار'ياتي بعد اسبوع من قيام نفس اللجنة بالمصادقة على انشاء مستعمرة مكونة من 549 وحدة سكنية على 153 دونما من اراضي قرية بيت صفافا ضمن مشروع مكون من اربعة مخططات لانشاء 3699 وحدة استعمارية استيطانية قابلة للزيادة حين اكتمال تقديم الجزء الرابع من المخطط العام في منطقة جنوبالقدسالمحتلة. واشار دلياني الى ان هذا القرار يأتي بعد حوالي ثلاثة اشهر من قرار توسيع مستعمرة جيلو ب900 وحدة استيطانية، وبعد ثلاثة اسابيع من استئناف بناء الجدار الفاصل بمقطع يبلغ 4 كلم في تلك المنطقة. وقال دلياني ان امعان حكومة بنيامين نتنياهو بتكثيف نشاطاتها الاستعمارية على الارض المحتلة عام 1967 وانتهاكاتها المتكررة لحقوق وممتلكات ومقدسات الشعب الفلسطيني، تدعو الى توحيد الصفوف من اجل بذل جهود مضاعفة لاستنهاض الشارع المقدسي والفلسطيني والعربي والاسلامي، وتكثيف نشاطاته الرافضة لممارسات الاحتلال. وفيما تواصل سلطات الاحتلال الاسرائيلي استيطانها في مدينة القدسالمحتلة عام 1967 حذّرت مؤسسة 'الاقصى للوقف والتراث ' من قيام منظمة يهودية بتقديم طلب لرئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو بالاعلان عن المسجد الاقصى ضمن قائمة التراث اليهودي، كما حصل مطلع الاسبوع الماضي بخصوص المسجد الابراهيمي في مدينة الخليل ومسجد بلال بن رباح في مدينة بيت لحم. وقالت مؤسسة 'الاقصى' في بيان صحافي الجمعة: 'كنا قد حذرنا منذ اللحظة الاولى من تبعات ومخاطر اعلان المؤسسة الاسرائيلية عن المسجد الابراهيمي ومسجد بلال بن رباح، فقد قلنا منذ اللحظة الاولى ان الاحتلال يتحدث عن المسجد الابراهيمي ولكن عينه وهدفه الاول هو المسجد الاقصى، ولم يكن ذلك تخمينا، بل من خلال قراءة واقعية ورصد ميداني دقيق لمجريات الاحداث في المسجد الاقصى والقدس'. وعلمت المؤسسة وفق بيانها ان من ضمن برنامج المؤسسة الاسرائيلية فيما اعلنت عنه من ضم قائمة ب 150 موقعا للتراث اليهودي، الاعلان عن مخطط لتطويق المسجد الاقصى بالحدائق التوراتية تحت مسمى 'الحدائق العامة'. واقاد بيان مؤسسة الاقصى بانها اطلعت على انباء تفيد بان ما يسمى ب 'القيادة الدينية والسياسية' الاسرائيلية ستشارك يوم 1532010 في افتتاح اكبر كنيس يهودي يقام على بعد عشرات الامتار من المسجد الاقصى، وهناك قرائن واحداث تشير الى تصاعد في الاستهداف الاحتلالي الاسرائيلي للمسجد الاقصى المبارك ومدينة القدس. واعتبرت المؤسسة ان 'ما ذكر هو مخاطر ومخاطر شديدة على المسجد الاقصى، داعية الامة الى تحمّل مسؤوليتها تجاه المسجد الاقصى المبارك'، مضيفة ان المقابر في فلسطين التاريخية ستظل اسلامية عربية، ولن تتهود بمجرد الاعلان عنها بانها من قائمة التراث اليهودي. وكانت مصادر صحفية اسرائيلية نشرت في غضون الايام الماضية فحوى رسالة بعثت بها 'الحركة من اجل بناء الهيكل' - اليهودي مكان الاقصى - الى نتنياهو، تمتدح اعلانه عن المسجد الابراهيمي ومسجد بن رباح وغيرها من المواقع كمواقع للتراث اليهودي، لكن هذه المنظمة طالبت في نفس الوقت في رسالتها ضم المسجد الاقصى الى هذه القائمة التهويدية. وقالت الحركة في رسالتها 'ان جبل الهيكل هو الموقع التراثي الاول لنا كشعب يهودي، وهو على رأس مقدساتنا وهو اساس وجودنا' - على حدّ قولهم- وطالبت بضم المسجد الاقصى الى قائمة التراث اليهودي. ومن جهته حذر احمد قريع الرئيس السابق لطاقم المفاوضات النهائية مع اسرائيل عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية - رئيس دائرة شؤون القدس، من ان تؤدي الاجراءات الاسرائيلية الاخيرة ضد المقدسات لفرض الحل الاحادي وصولا الى الدولة مؤقتة الحدود. وقال قريع في تصريح صحافي 'ان تصاعد الهجمة الاسرائيلية العدوانية بمختلف اشكالها على القدس وعلى الاماكن المقدسة رسالة اسرائيلية صريحة مفادها انهم سيمضون قدما بمخطط فرض الحل الاحادي باستكمال عملية اسرلة القدس وتهويدها واستكمال المشروع الاستيطاني بتهويد المقدسات والآثار العربية والاسلامية في القدس والخليل وبيت لحم، كل ذلك بهدف الوصول الى الدولة مؤقتة الحدود، ضاربين بعرض الحائط الجهود الدولية المبذولة لاحياء عملية السلام'. وحذر قريع من خطورة الانتهاكات الاسرائيلية العدوانية الاخيرة، في اشارة الى اعلان حكومة نتنياهو ضم سور القدس والحرم الابراهيمي الشريف في الخليل ومسجد بلال في بيت لحم الى ما يسمى 'بالمواقع التراثية اليهودية'، مؤكدا ان من شأن هذه الاعتداءات السافرة ان تنقل الصراع الى مرحلة اشد تعقيدا واكثر صعوبة من قبل، وتجعل من امكانية التوصل الى اتفاق سلام قادر على تحقيق السلام العادل والشامل غير ممكنة في ظل هذه المعطيات، مما يطرح السؤال الاهم وهو ما هي جدوى الدعوة الى العودة الى طاولة المفاوضات. وطالب قريع المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته امام ما يجري، وتطبيق الشرعية الدولية والقانون الدولي لتفادي الدفع باتجاه المزيد من حالات الاحباط التي لن تقود الا الى المزيد من التوتر والعنف وعدم الاستقرار.