توقع خبراء في شؤون القدس والمقدسات الإسلامية في فلسطين، أن يكون عام 2010 "عام الخطوات العملية الإسرائيلية لتهويد المسجد الأقصى". ويرى هؤلاء الخبراء أن ما شجع السلطات الإسرائيلية والجماعات اليهودية على اقتحام المسجد الأقصى ; هو "الرد الرسمي والشعبي العربي والإسلامي الباهت" على قرار تهويد الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أعلن الأسبوع الماضي، عن قرار يضم لقائمة التراث اليهودي الحرم الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال بن رباح، الواقع في بيت لحم المعروف عند اليهود باسم "قبة راحيل". عام حاسم وقال وزير الأوقاف الأردني الأسبق، رائف نجم , إن العام الحالي "حاسم" للمسجد الأقصى والقدس وكافة المقدسات في فلسطينالمحتلة، واعتبر أن "انعدام الجهود السياسية ومنع المقاومة ضد الاحتلال، وضعف الرد الشعبي على ما يجري من تهويد للمقدسات، أكبر محفز لليهود للاستمرار في مخططاتهم". وأضاف، في حديث للجزيرة نت، أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تسير بوتيرة مخططة لتهويد المقدسات الإسلامية في القدس، مشيرا إلى أن قرار تهويد الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال، "أمر غير مستغرب إلا على الذين لا يتابعون ما يجري للمقدسات في فلسطين". أما أستاذ دراسات بيت المقدس ومسؤول الإعلام والعلاقات العامة السابق في المسجد الأقصى، الدكتور عبد الله معروف، فاعتبر أن ما يجري في المسجد الأقصى اليوم "يحدث لأول مرة في طريقة تنفيذه". وأوضح أنه لأول مرة تغلق السلطات الإسرائيلية المسجد الأقصى وتسمح فقط لليهود والسياح بالدخول إلى ساحاته من باب المغاربة الذي تسيطر عليه. وأكد معروف أن اليهود "سيجدون موطئ قدم في المسجد الأقصى هذا العام"، كما حدث للمسجد الإبراهيمي في الخليل عام 1994. وقال إن المخطط الإسرائيلي يقوم على اقتطاع الساحة الجنوبية الغربية من المسجد الأقصى، الممتدة من المتحف الإسلامي، وباب المغاربة حتى الجامع القبلي، واعتبارها مكانا خاصا لليهود وغير المسلمين. وانتقد معروف موقف السلطة الفلسطينية "الذي يمنع حتى المظاهرات السلمية في مدن الضفة الغربية"، معتبرا أن المواقف الرسمية العربية عامة "تشجع إسرائيل على الاستمرار في خطوات تهويد المقدسات". من جهته ، يرى الخبير في شؤون القدس والمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية، سعود أبو محفوظ، أن العام 2010 هو "عام الخطوات العملية لتهويد المسجد الأقصى". وقال إن "التحرك اليهودي في هذا الإطار سيتوج يوم 16 مارس باقتحام شامل ستنفذه الجماعات اليهودية للمسجد الأقصى، الذي سيستكمل تهويده وفقا للمخطط الإسرائيلي في عام". وأضاف أن "إسرائيل لديها برنامج مرسوم تسير عليه، ولا تنظر في تطبيقه لأي اعتبارات سياسية أو غيرها"، مطالبا الشعوب بأخذ زمام المبادرة للدفاع عن المقدسات وتجاوز المواقف الرسمية "الهزيلة". وقال إنه خلال الشهر الأول من هذا العام "لم يرفع الآذان في الحرم الإبراهيمي سوى 25 مرة من أصل 150 مرة"، وأكد أن هذا الحرم "ضاع بسبب الاتفاقات العربية الصهيونية، وهوان الرد الرسمي والشعبي"، مشيرا إلى أن ما جرى قبل أيام "ليس سوى إخراج وثائق تسجيل الحرم باسم دولة إسرائيل". وأكد أن اتفاق طابا الموقع يوم 28 شتنبر 1995 "بمساهمة من دول عربية مجاورة لفلسطين والسلطة الفلسطينية، هو الذي منح اليهود شرعية الوجود في الحرم الإبراهيمي ومحيطه".