حذر خبير المخطوطات الفلسطيني، وأحد أبرز الباحثين المدافعين عن القدس الشريف ، خليل التفكجي, من أن مصير القدس سيلحق بمصير الأندلس إذا استمر الصمت العربي على حاله، مشيرا إلى أن مشروع إسرائيل بافتتاح أكبر كنيس يهودي في العالم يمثل تهديدا مباشرا للقدس وقبة الصخرة المشرفة. وأشار التفكجي في حوار مع الجزيرة نت -أثناء زيارته للعاصمة الأردنية عمان- إلى أنه يوجد في القدس اليوم عشرة كنس يهودية، مشيرا إلى أن أحجام هذه الكنس «لا تذكر مقارنة بالكنيس الذي سيفتتح قريبا». وأثارالخبير الفلسطيني الانتباه إلى أن المواطن الفلسطيني المقدسي بات معزولا , ويعاني أزمة هوية حقيقية، وهو ما يضعف مقاومته لمشاريع التهويد التي تقوم بها إسرائيل وفق خطط وآجال زمنية لا تقبل التأجيل. وبين التفكجي أن إسرائيل أعدت خطة لتهويد المدينة المقدسة بحلول عام 2020، لافتا النظر إلى أن الخطة تقتضي أن لا تتجاوز نسبة السكان العرب داخل المدينة المقدسة 12% عند نهايتها، بينما سيبلغ عدد السكان اليهود 88%. وعرض لجهود إسرائيل للسيطرة على البلدة القديمة في القدس، مشيرا إلى أن عمليات الاستيلاء على العقارات وشرائها من قبل يهود مستمرة وسط غياب عربي كامل عن دعم شراء العقارات ووقفها. كما استعرض الخبير الفلسطيني مشاريع الأنفاق وبناء الجسر في منطقة باب المغاربة، مشيرا إلى أنها تمثل تهديدا مباشرا لأساسات الحرم القدسي الشريف. من ناحية أخرى ، قال وزير الأوقاف الأردني الأسبق والخبير في شؤون القدس والمسجد الأقصى, المهندس رائف نجم, إن إسرائيل رصدت خمسة مليارات دولار لتهويد المدينة المقدسة، محذرا من الخطوات الإسرائيلية المتسارعة لتهويد المسجد الأقصى والقدس. وقال نجم أن وفدا أردنيا سيغادر إلى القدس, الأسبوع المقبل, للاجتماع بمسؤولين إسرائيليين , لإبلاغهم الرفض الأردني للخطوات التي تتخذها إسرائيل في باب المغاربة , ومشاريع تهويد المدينة المقدسة. وقال نجم إن إسرائيل تقوم الآن بحفر نفق جديد يمتد من باب الخليل إلى حائط البراق, وغربي باب المغاربة , بمسافة تصل لنحو مائة متر, وصولا لقبة الصخرة المشرفة. ووصف الخبير الأردني المشروع الإسرائيلي بأنه «الأخطر من حيث تهديده الحقيقي لهوية المسجد الأقصى , والآثار الإسلامية , والتراث الإنساني في المدينة المقدسة». وقال نجم إن إسرائيل تقوم حاليا بتوسيع مساحة القدسالمحتلة لتصل إلى 500 كليومتر مربع، لتشكل بالتالي ما نسبته 20% من مساحة الضفة الغربيةالمحتلة. وتابع «في عام, 1967 لم تكن مساحة القدس بشقيها الشرقي والغربي تتجاوز 80 ألف كيلومتر»، وزاد «الخطر الحقيقي يكمن في أن عدد سكان القدسالغربية يبلغ 600 ألف جميعهم من اليهود، فيما يبلغ عدد سكان القدسالشرقية حوالي 250 ألف عربي». وقال نجم إن عدد سكان القدس الآن يبلغ 800 ألف نسمة، وتسعى إسرائيل اليوم لتوسيع مستوطنات موجودة ، وبناء مستوطنات جديدة, لبناء 32 ألف وحدة سكنية سيسكنها نحو 170 ألف يهودي، مما يعني أن نسبة العرب في القدسالشرقية لن تتجاوز 20% في غضون عشرة أعوام. وحمل نجم بشدة على الصمت العربي الرسمي والشعبي على ما تواجهه مدينة القدس من «تهويد متسارع الخطى وبشكل غير مسبوق»، وقال «إذا استمر هذا الصمت العربي على حاله , فإن إسرائيل ستتمكن من استكمال خطوات تهويد القدس بالكامل خلال سنوات قليلة جدا». ولفت إلى وجود عشر كنس يهودية في القدس اليوم، آخرها تم إنشاؤه على بعد 40 مترا فقط من باب القطانين، وأضاف «إسرائيل تعمل الآن على بناء أكبر كنيس في العالم فوق المحكمة الشرعية في القدس». ووفقا لمعاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية, الموقعة عام, 1994 فإن الأردن يملك حق الإشراف على الأماكن المقدسة في القدس، وتتبع سلطة الأوقاف في المسجد الأقصى لوزارة الأوقاف الأردنية.