دخلت حرب تهويد القدس مرحلة التطهير العرقي من خلال دفع الآلاف من مواطنيها إلى خارجها قسرا بفعل جدار الفصل العنصري، فيما تتعرض مدينة عكا المحتلة عام 1948 لموجة ترهيب وتشهد قدوم حشود من الإرهابيين الصهاينة، في وقت تتجه فيه إسرائيل لتشكيل حكومة ائتلافية بعد اتفاق بين حزبي كاديما والعمل، بينما يراوح الوضع الفلسطيني الداخلي مكانه في ظل الانقسام. وحذرت هيئات وفعاليات فلسطينية من أن القدسالمحتلة والمقدسات دخلت مرحلة خطيرة من التهويد والاستهداف، وبخاصة بعد افتتاح سلطات الاحتلال كنيسا يهوديا هو الأكبر في البلدة القديمة في المدينة، في منطقة حمام العين التاريخية المؤدية إلى المسجد الأقصى. وأكدت الجبهة الإسلامية المسيحية للدفاع عن القدس والمقدسات أن العدوان على القدس والمسجد الأقصى دخل مرحلة خطيرة، تمثلت بمحاولة ربط الأعياد الدينية اليهودية بالمسجد الأقصى وبناء الكنس واختلاق الرموز اليهودية. في السياق أيضا، حذر خبير الخرائط ونظم المعلومات الجغرافية في جمعية الدراسات العربية في القدس، خليل التفكجي من أن 125 ألف فلسطيني أصبحوا خارج جدار الفصل العنصري وبالتالي خارج القدس في هجرة داخلية قسرية، مضيفا أن الهدف من إقامة الجدار في القدس هو إخراج التجمعات العربية الكبرى وزجها في سجون ومعازل تتواصل عبر الأنفاق والجسور وضم الكتل الاستيطانية إلى المدينة. وأوضح أن هناك مخططا إسرائيليا للعام 2020 يرمي للسيطرة على حي باب الزاهرة وتفريغه من الفلسطينيين في سياق سياسة تطهير عرقي، لافتا إلى أن هذه العملية ترتكز أيضا على تدمير وتشتيت النواة الصلبة للمجتمع الفلسطيني وهي العائلة من خلال الحد من البناء. واستشهد التفكجي خلال ورشة عمل نظمها مركز العمل التنموي معا في مدينة سلفيت وسط الضفة، بدراسة إسرائيلية حول الوضع في القدس عام 2040 حذرت من أن الفلسطينيين سيشكلون أغلبية عربية، ما جعل إسرائيل تسارع في بناء الجدار للحد من هذا الخطر الديمغرافي. عكا بدورها لا تزال في دائرة الاستهداف الترانسفيري، وأكدت شهادات أن ما حدث في المدينة كان مخططا وبأن وصول العشرات من اليمين الى المدينة خلال الأيام التي سبقت الأحداث جاء كمرحلة أولى لتنفيذ الخطة. وفيما أكد مسؤولون أمنيون ان متطرفين من مدينتي معالوت ونهاريا وصلوا ليلة الغفران الى المدينة للاعتداء على مواطنيها، جاء المستوطن الإرهابي باروخ مارزِل من الخليل إلى عكا، ولم يخف نيته تأسيس منظمة إرهابية على غرار تلك التي أقامها الحاخام الفاشي مائير كهانا في الولاياتالمتحدة. وقال مستوطن إنه يعمل في النهار حارسا، وفي الليل ينضم إلى المجموعات اليهودية التي تنفذ اعتداءات ضد العرب، وأضاف ما زالت هناك أهداف. ولم يحرق حتى الآن سوى ثلاثة أو أربعة بيوت، انتظروا وستروا. في غضون ذلك، تنفست زعيمة حزب كاديما، تسيبي يفني الصعداء بعد توقيعها على مسودة اتفاق ائتلافي مع حزب العمل برئاسة ايهود باراك لتشكيل الحكومة الجديدة. ووافق باراك على دخول الائتلاف على الرغم من الخلافات بين الحزبين على بعض القضايا، التي لم تشملها المسودة وأبرزها مطالب قضائية واجتماعية. ووفق مسودة الاتفاق فإن باراك والعمل هما الشريك الأكبر في حكومة ليفني في حال تشكيلها، وتؤكد على ضرورة مشاركة حقيقية في المفاوضات السياسية، ووافق حزب كاديما على أن يعين باراك شخصا من جانبه في طاقم المفاوضات مع سوريا.