أكدت نعيمة زليكة، رئيسة جمعية بوشعيب زليكة الثقافية لأصالة فن العيطة، أنه بعد النجاح، الذي حققه مشروع تعليم فن العيطة في دورته الأولى، الذي عرف تخرج ثلاث فرق غنائية شعبية، مختصة في فن العيطة، يجري حاليا تسجيل الشباب الراغب في تعلم هذا الفن، ضمن هذا المشروع في دورته الثانيةوذلك إلى غاية 3 مارس المقبل، بالمركب الثقافي محمد زفزاف بالدارالبيضاء، مبرزة أنه إلى جانب العيطة سيتعلمون، هذه السنة، العيطة الحصباوية. وأضافت نعيمة زليكة، أنها من خلال هذا المشروع،الذي يدخل في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لعمالة أنفا، ساعدت هؤلاء الشباب على أن يكسبوا مورد عيشهم، إذ أسسوا فرقا غنائية، شقت طريقها حاليا، إذ تشتغل في معظم الحفلات والمناسبات. وتهدف من خلال هذا المشروع إلى إحياء التراث المغربي، خصوصا فن العيطة، حتى لا يندثر، مبرزة أنها صاحبة الفكرة في إنشاء هذا المشروع، الذي تسعى من ورائه إلى أن يخضع الشباب لتكوين على أيدي أساتذة مختصين، متمنية أن يكونوا خلفا لرواد العيطة. وقالت إن "فن العيطة سيحتفظ بإشعاعه من خلال تلقين الشباب هذا الفن، خصوصا أن الهدف من إطلاق مشروع فني يهتم بهذا الفن، هو مساهمة الشباب في إبقائه حيا، حتى لا يمسه النسيان، إذ أنه من خلال تكوين مجموعة من الشباب في فن العيطة، سيشكلون في المستقبل استمرارية لهذا اللون الفني الأصيل، الذي تغنى به رواد العيطة خلال فترة الخمسينيات والستينيات. وأضافت زليكة أن تكوين هؤلاء الشباب ممول من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لعمالة أنفا، ويهدف إلى إعطاء الفرصة للشباب المتعطشين لفن العيطة كي يأخذوا المشعل، إذ أنهم يتلقون دروسا تطبيقية ونظرية، كما سيساهم هذا المشروع في خلق فرص للعمل بالنسبة لهؤلاء الشباب، إذ توصل بعضهم بعروض عمل في بعض السهرات والحفلات. كما أكدت أن هذا المشروع، المتمثل في مدرسة لتكوين الشباب، سيفتح المجال لهم مستقبلا للبحث عن مورد رزقهم من خلال مشاركتهم في بعض الحفلات. وكانت نعيمة زليكة، وهي كريمة الراحل بوشعيب زليكة، حريصة على الحفاظ على هذا اللون الموسيقي، إذ تنظم منذ خمس سنوات مهرجان "أصالة فن العيطة"، وتعتبر فن العيطة بمثابة لغة الأجداد وثقافتهم، التي يجب الحفاظ عليها والاعتزاز بها، كما أنها تحاول أن تكون كل دورة أحسن من سابقتها، لأن الجمهور يتتبع الدورات بكل حب وحماس، لأنه في نظرها، رغم ظهور أنواع موسيقية مغربية عدة، إلا أن فن العيطة مازال يحتفظ بجمهوره ومتتبعيه. وتحرص على استدعاء وجوه شابة مهتمة بفن العيطة، للمشاركة في هذا المهرجان، كي تظل العيطة حاضرة في ذاكرة الجمهور المغربي.