تنظم الجمعية الجهوية للشؤون الثقافية لجهة الشاوية ورديغة، الدورة الأولى لمهرجان أنغام الشاوية، على مدار ثلاثة أيام (24 و25 و26) يوليوز، تحث شعار: العيطة فن، ثقافة وتراث، ويتوزع نشاط المهرجان على مستوى ثلاثة أقاليم، حيث خصصت أربع خشبات رئيسية مجهزة بوسائل تقنية جيدة، يقول المنظمون، وستكون موزعة على كل من مدينة سطات، وشاطئ سيدي رحال، وبوسط مدينة خريبكة، ثم شاطئ بوزنيقةإقليم بن سليمان. وقد تم إعطاء الأولوية لمجموعات العيطة بالجهة، دون أن يغلق الباب في وجه مجموعات العيطة لباقي الجهات، ومجموعات الساحة المغربية، كمازاكان وسطات فيزيون. ويتشكل الطبق الفني لفرق العيطة من: أولاد البوعزاوي، الحاج مغيث، عبيدات الرمى، ولد امبارك، تكدة، ولد الكرشة، خديجة مركوم، الشرفاء البهالة، الستاتي، الداودي، مصطفى بوركون، الحاجة الحمداوية، أولاد بن عكيدة، قشبال وزروال، الشيخ أحمد الكرفطي، السليمانيات، السي محمد العروسي، ولد قدور، قرزوز، زينة الداودية، الصنهاجي. وسيتم افتتاح مهرجان أنغام الشاوية بسيدي رحال بانطلاق استعراض متنقل يجوب أهم شوارع المدينة للوصول في النهاية بالجمهور إلى خشبة المهرجان، ليتم تقديم أول حفل فني بعد فترة استراحة، أما حفل الاختتام فستدور فعالياته ببوزنيقة بعروض في فن التبوريدة، ومسابقة لأحسن حصان وأحسن فارس، وتهدف هذه المسابقة إلى تثمين الحصان بالجهة وفن امتطاء صهوته، وتراعى في ذلك معايير مضبوطة تراعي هيئته وطريقة تهيئه، في حين سيتم اختيار أحسن فارس حسب لباسه، مظهره ووقاره، فكوكتيل الاختتام واستعراض، وإطلاق الشهب الاصطناعية. وسيكرم المهرجان في دورته الأولى الشيخة فاطمة الزحافة، وهي واحدة من أشهر رواد فن العيطة، كما سيتم تكريم الثنائي المعروف قشبال وزروال. على مستوى الأنشطة الموازية، سيسعى المنظمون إلى خلق لقاء بين مجموعتين موسيقيتين من جيلين مختلفين، خلال يومين قبل بدء المهرجان، حيث ستلتقي هاتان المجموعتان للاشتغال على إبداعات موسيقية خاصة بفن العيطة، وستكون ثمرة هذه الإقامة التي ستمتزج فيها آلات موسيقية تقليدية (الكمنجة، الطعريجة...) وعصرية (القيثارة الكهربائية، الباص...) أغنيتان للعيطة سيتم أداؤهما من طرف المجموعتين معا على الخشبة. كما سيتم عرض مجموعة من الأفلام بثلاث مدن تشكل العيطة موضوعها الرئيسي: «دموع الشيخات» لعلي الصافي (وثائقي)، و«خربوشة» لحميد الزوغي (شريط مطول)، «العيطة» لإيزا جنيني (شريط قصير). وستحتضن منصة منتصبة بفندق الكولف، ببوزنيقة، معرضا للألبسة التقليدية للجهة، بهدف التعريف بغنى هذا الموروث وتطوره عبر التاريخ، وفي هذا السياق سيتم أيضا على مستوى المدن الثلاث تهييء فضاء كبير(خيام كبيرة، أروقة...)لاحتضان عروض تنشيطية ومنتوجات الجمعيات المحلية كالحلي والألبسة التقليدية الخاصة بالجهة، إلى جانب أشرطة غنائية. فن الطبخ سيكون أيضا حاضرا من خلال ورشات تؤطرها شميشة لفائدة السيدات، تتعلق بأطباق تقليدية خاصة بالجهة ومدنها وسيتم نقلها عبر شاشة. وتهدف هذه التظاهرة، وكما جاء في ندوة صحافية نظمت بهذه المناسبة، الثلاثاء الماضي إلى «رد الاعتبار لفن العيطة وتثمينه، مع إبراز الجهات التي انبثق منها وتكريم روادها، وذلك لما يكتسيه هذا الفن الأصيل، ولأهميته وارتباطه بالرواية الشفوية للبلاد، ونظرا إلى كونه لم يلق العناية الكافية إلا من مختصين قلائل يعدون على رؤرس الأصابع، وبذلك يشكل المهرجان فضاء للتفكير فيه». للإشارة فقد كانت العيطة المرساوية الأكثر تطورا بجهة الشاوية، حيث ظهرت بالسهول الساحلية، وامتدت بعد ذلك إلى السهول المجاورة ومن بينها الشاوية وبالضبط مدينة سطات. كما ظهرت بالجهة تعبيرات فرعية أخرى للعيطة (الخريبكية، الحريزية...)، خاصة بهذا السهل، وجعلت منه واحدا من أهم المراكز الأكثر غنى بلون العيطة. وتعد العيطة من بين الأشكال الموسيقية الأكثر حضورا في الثقافة المغربية، رغم أنها ظلت حبيسة نظرة تقليدية.