اختتمت أخيرا، الدورة الأولى لمهرجان أنغام الشاوية، الذي نظمته الجمعية الجهوية للشؤون الثقافية لجهة الشاوية ورديغة، على مدار ثلاثة أيام "24 و25 و26" يوليوز الجاري، تحت شعار: "العيطة فن، ثقافة وتراث"، بعروض في فن الفروسية "التبوريضة"، ببوزنيقة، تضمنت مسابقة أحسن حصان وأحسن فارس.وتهدف المسابقة إلى إعادة الاعتبار إلى الحصان بالجهة والمساهمة في استمرار فن "التبوريضة" باعتباره جزءا من التراث المغربي، كما تخلل الاختتام حفلا شعبيا مميزا، شارك فيه العديد من نجوم العيطة، رافقه حفل آخر لإطلاق الشهب الاصطناعية. وشهدت أيام المهرجان، التي توزعت على أربع خشبات رئيسية بكل من مدينة سطات، وشاطئ سيدي رحال، ومدينة خريبكة، ثم شاطئ بوزنيقةإقليم بن سليمان، تكريم رائدة فن العيطة بمنطقة الشاوية في ستينيات القرن الماضي، الشيخة فاطمة الزحافة، والثنائي المعروف قشبال وزروال. وقال المنظمون إن المهرجان أبى إلا أن يكرم الشيخة فاطمة الزحافة، عرفانا بما قدمته من أعمال حافظت على فن العيطة خاصة، والغناء الشعبي لمنطقة الشاوية عامة، كما أن اختيار الثنائي قشبال وزروال، جاء أيضا، من باب إعادة الاعتبار لهذين الفنانين الشعبيين، اللذين أديا العديد من الأغاني الشعبية، التي تغنت بجمال المنطقة والمغرب، فضلا عن تناولهما العديد من القضايا الاجتماعية في أغانيهما، التي كانت تصاحبها قفشات ونكات ممتعة. وأضاف المنظمون في ندوة صحفية، نظمت بالمناسبة، أن هذه التظاهرة، تهدف إلى "رد الاعتبار لفن العيطة وتثمينه، والحفاظ عليه وتوثيقه وحمايته من التحريف والاندثار، مع إبراز المناطق، التي انبثق منها وتكريم روادها، وتشجيع الفرق التي تهتم بهذا الفن، خاصة الشيوخ، بتحفيزهم على العطاء والاستمرار، مع الاعتراف بخدمات رواد ورموز هذا الفن وتكريمهم، وحثهم على تكوين الشباب وتلقينهم أصول وأساليب هذا الفن، الذي يعتبر رافدا من روافد التراث المغربي، والتعريف به وإشاعته، مبرزين أن برنامج المهرجان يعطى الأولوية لفناني العيطة بالجهة، دون إغلاق الباب في وجه فناني باقي الجهات، والمجموعات الشبابية، التي وظفت العيطة في أعمالها بشكل إيجابي، مثل "مازاكان" و"سطات فيزيون". واستطاع المنظمون خلق لقاء بين مجموعتين موسيقيتين من جيلين مختلفين، حيث جرى الاشتغال على إبداعات موسيقية خاصة بفن العيطة، تمزج بين آلات موسيقية تقليدية، وأخرى عصرية. وجرى افتتاح مهرجان أنغام الشاوية بسيدي رحال، بانطلاق استعراض متنقل جاب أهم شوارع المدينة ليصل إلى خشبة المهرجان، حيث جرى تقديم أول حفل فني شاركت فيه مجموعة من نجوم العيطة، من أمثال أولاد البوعزاوي، والحاج مغيث، وعبيدات الرمى، وولد امبارك، و مجموعة تكدة، وولد الكرشة، وخديجة مركوم، والشرفاء البهالة، وعبد العزيز الستاتي، وعبدالله الداودي، ومصطفى بوركون، والحاجة الحمداوية، وأولاد بن عكيدة، وقشبال وزروال، والشيخ أحمد الكرفطي، والسليمانيات، ومحمد العروسي، وولد قدور، وقرزوز ومحراش، وزينة الداودية، وسعيد الصنهاجي. كما جرى عرض مجموعة من الأفلام التي تشكل العيطة موضوعها الرئيسي، منها الفيلم الوثائقي "دموع الشيخات" لعلي الصافي، والفيلم الطويل "خربوشة" لحميد الزوغي، والفيلم القصير "العيطة" لإيزا جنيني. كما نظمت على هامش المهرجان، معارض للألبسة التقليدية للجهة، بهدف التعريف بغنى هذا الموروث وتطوره عبر التاريخ، فضلا عن تقديم عروض تنشيطية ومنتوجات الجمعيات المحلية، كالحلي، والألبسة التقليدية الخاصة بالجهة، إضافة إلى التعريف بفن الطبخ من خلال ورشات أطرتها شميشة لفائدة السيدات، تتعلق بأطباق تقليدية خاصة بالجهة ومدنها.