صغر سنها لم يقف حاجزا أمام تحقيق حلمها في أن تصبح نجمة لامعة في مجال الملحون. عشقت هذا اللون الغنائي، وهي لم تتجاوز ربيعها السابع، إنها منال القباج، الوجه الغنائي الجديد، الذي دخل فن الملحون من بابه الواسع.استطاعت في فترة وجيزة أن تبهر الجمهور بأدائها الجيد، وحفظها لأصعب القصائد، أنجزت أول ألبومها الغنائي، إذ صدر للطفلة، التي يلقبونها ب "فتاة الملحون"، أول شريط في طرب الملحون، وهو يشمل عددا من القصائد المشهورة وهي: البراقية، والفياشية، وعاري عليك، وفصل الربيع قبل، والوردة، و يا محمد طيب الذكر. أشاد كبار فناني الملحون بقوة صوتها، وأعجبوا بطلاقتها، وتنبأوا لها بمستقبل فني زاهر. يعتبر الفنان المغربي، جمال الدين بنحدو، منال القباج، الموهبة الصاعدة، أمل الملحون، مبرزا أنه في ظل ظهور موجات غنائية متعددة في الساحة الغنائية المغربية، كشف بعض الفنانين أن الملحون، كلون غنائي بدأ يندثر، لأن الجمهور أصبح يميل للأجناس الغنائية الأخرى، لكن بظهور هذه النجمة الصغيرة، أثبتت أن هذا اللون له عشاقه وجمهوره. وأكد بنحدو في تصريح ل"المغربية" أنه التقى الطفلة، منال القباج، لأول مرة، في إحدى حلقات برنامج "نغموتاي"، التي كرمته، ولما غنت قصيدة الملحون، أعجب بصوتها كثيرا، ورأى في أدائها شحنة فنية، وقوة ستفجرها مستقبلا في غناء الملحون. وبتفاؤل كبير، أبدى رغبته في دعمها فنيا، لأنه في سنها الصغير، تحفظ أطول قصائد الملحون، وبإتقان جميل تؤدي الأغاني، ووعدها باصطحابها في كل السهرات، التي يشارك فيها، موضحا "مثل هذه الوجوه يجب تشجيعها، لأنها في بداية مسارها الغنائي، ونحن ملزمون بمساعدة هذه الأصوات، حتى تقف على قدميها، وتحقق طموحها في أن تصبح فنانة الملحون". شاركته منال في المهرجان المغاربي للملحون في حلته الأولى، التي احتفت بالراحل الحاج الحسين التولالي، التي نظمت من طرف جمعية عشاق الملحون بمعية مؤسسة نجوم بلادي وجمعية إدماج، وتميز المهرجان أيضا بمشاركة عدة فعاليات فنية وثقافية، كما تميزت الدورة بشرف تكريم الأستاذ الدكتور عباس الجراري، رائد البحث العلمي في الأدب الشعبي المغربي، وحصلت منال على شهادة تقدير تشجيعية. كما شاركت في العديد من السهرات الفنية، التي تابعها الجمهور بإعجاب. وأضاف أن بداية منال الفنية، بدأت عندما حفظت قصيدة كاملة، وغنتها أمام والديها، اللذين اكتشفا هذه الموهبة، وقاما بتشجيعها من خلال تقديمها للجمهور، كما صقلت منال موهبتها من خلال التحاقها بالمعهد الموسيقي، لتتلقى تكوينا في مجال الغناء. وأضاف جمال الدين بنحدو أنه قدم مشروعا فنيا للقناة الأولى، يتعلق ببرنامج شبابي يعتمد على مسابقات بين شباب المدن المغربية، إذ تحط قافلة البرنامج رحالها في كل المدن المغربية، بحثا عن المواهب التي تهتم بفن الملحون، مبرزا أنه لم يتوصل بعد بأي رد، قائلا "عوض أن نشجع البرامج الغنائية، التي تتجه للشرق، فالأفضل أن نبحث عن تراثنا ونحاول الحفاظ عليه، من خلال هذه الأجيال الصاعدة، التي ستحمل المشعل". وأوضح أن الحفاظ على التراث الغنائي المغربي سيفتح الآفاق أمام الشباب، الذي سيطوره، مشيرا إلى أن الملحون فن أصيل يجب الحفاظ عليه، حتى لا يموت.