تتمنى مطربة الملحون، سناء مرحتي أن يحظى هذا اللون الفني باهتمام كبير من طرف المسؤولين، لأنه "إذا لم نعط قيمة للملحون في بلدنا فيستحيل أن تعطى له هذه القيمة في بلد آخر".وترى أنه في الشرق مثلا، الفنان المشهور هو من يؤدي التراث، فوديع الصافي وصباح فخري، من المطربين الذين يغنون اللون التراثي لبلديهما. وتستعد سناء لإحياء بعض الحفلات في كل من كندا، والولايات المتحدة الأميركية مطلع السنة المقبلة. وقالت سناء في تصريح ل"المغربية" إن آخر أعمالها الغنائية موجودة في الأسواق منذ أسبوع، وتضم ثلاث قصائد، أبرزها قصيدة "الأم" للكاتب عبد المجيد وهبي، مشيرة إلى أنها غنت قبل ذلك "الشمعة"، و"فاطمة" و"يا رسول الله اشفع لي"، و"الدمليج"، و"البراقية" وكلها موجودة في الأسواق. وعبرت سناء عن اعتزازها الكبير بإعادة أغاني الملحون، لأنها أغاني تراثية يجب إحياؤها. وترى فنانة الملحون المتألقة أنها لم تتمكن من التوغل في هذا الميدان الفني، لأن هذا اللون لا يحظى باهتمام كبير، حسب التجربة التي عاشتها. وعن عشقها لغناء الملحون، أكدت سناء، أنها كانت مولعة بالغناء، ونشأت في أسرة محبة لهذا الفن الأصيل، موضحة أنها منذ الصغر، كانت تردد قصيدة "واحد لغزيل"، كما كانت تشارك في الحفلات المدرسية، وتحضر كل الأنشطة من تمثيل وغناء ورقص. وعندما كبر بداخلها عشقها للغناء، قررت أن تقلد الفنان محمد عبد الوهاب، رغم أن لها ميلا كبيرا للملحون. وذات يوم سمعها والدها تدندن أغاني عبد الوهاب، وطلب منها أن تهتم بالملحون، الذي يمثل التراث المغربي، قائلا " حضارة كل شعب تعرف من تراثه، وإذا رغبت يوما في الغناء فالأحسن لك أن تهتمي بالملحون، فمحمد عبد الوهاب ليس تراثنا". وظلت هذه العبارة راسخة بذاكرة سناء، ولبت رغبة والدها، واختارت هذا اللون التراثي الأصيل، من خلال إعادة قصائد الملحون، التي تحتفظ بجمهورها، رغم هذه الموجة، التي تشهدها الساحة الغنائية المغربية، والتي تتنوع بين العصري والشعبي والشبابي. وتحدثت سناء عن أول خطوة لها في الغناء، وكانت من خلال مشاركتها في المعهد الموسيقي بالجديدة، وكان سنها آنذاك لا يتجاوز الثالثة عشرة سنة، وغنت قصيدة "عاري عليك أمحمد"، معتبرة هذه التجربة بداية انطلاقها في هذا الميدان الغنائي، لأن الجمهور رحب بصوتها. وبخصوص التلفزيون، تقول سناء إن ظهورها كان في القناة الثانية، مغتنمة الفرصة لشكر معد برنامج "شذى الألحان"، عبد السلام الخلوفي، الذي فتح لها المجال للمشاركة في حلقات فنية، داخل القناتين الوطنيتين. وقالت إن التلفزيون يعرف بالفنان، وكلما ظهر الفنان أمام الجمهور، كلما فتحت أمامه فرص المشاركات في تظاهرات مماثلة، إلا أنها تعاتب القناة الثانية، التي ترى أنها مقصرة في حق الملحون، كلون تراثي مغربي. كما اعتبرت مشاركتها في برنامج "نغموتاي" محطة مميزة في مسارها الغنائي، لأنها في سن الخامسة عشرة، غنت أمام عمالقة فن الملحون، الحاج محمد بوزوبع، والنجم محمد باجدوب، واعتبرت الحلقة رائعة، لأنهما أثنيا على صوتها، وأعجبا به كثيرا، وقالت "أعتز بهذه الشهادة من فنانين كبيرين، فهما أدخلا تقنيات عالية على هذا الفن، واستقطبا جمهورا واسعا محبا للملحون". وشاركت سناء في العديد من المهرجانات الغنائية الوطنية، كما شاركت في حفل كبير بباريس. وترى أن مثل هذه التظاهرات تفتح المجال أمام الفنان لمعانقة الجمهور، من خلال تقديم لون فني أصيل، لأن الملحون رغم، التطور الذي عرفته الأغنية المغربية، يظل يحتفظ بمكانته المميزة، مشيرة إلى أنه في وقت سابق كان الملحون يغنى في أجواء معينة، لكنه الآن، بدأ يأخذ بعدا كبيرا، سواء من خلال الحفلات داخل الوطن أو من خلال السهرات في المناسبات العربية. وترى سناء مرحتي أن الساحة الغنائية المغربية تتوفر على أصوات جميلة، لكنها لا تتجه لأغاني التراث كانطلاقة لمسارها الفني، مستشهدة في ذلك، ببرنامج "ستار أكاديمي"، الذي يفرض على المشاركين أداء لون تراثي، لأنه أساسي في اختيار الصوت المتميز. وعما إذا أتيحت لها فرصة الذهاب إلى الشرق، قالت سناء إنه تأخر الوقت، لأنها منذ ظهورها الأول في سن الثالثة عشرة وهي تغني الملحون، وإذا سافرت إلى الشرق ستكون مضطرة للتخلي عن هذا اللون، الذي لا ترى فيه نفسها، موضحة "حقيقة من الجانب المادي، سأكسب الكثير من المال إذا ذهبت إلى الشرق، لأنني تلقيت عروضا كثيرة، لكني رفضتها من أجل غناء الملحون، رغم المشاكل المادية التي يتخبط فيها الفنان المغربي، الذي يبحث عن آمال لا تتحقق في كثير من الأحيان إلا بالهجرة".