كشفت المطربة المغربية, أسماء لزرق, أن الغناء حياتها وليس مصدر عيشها, مشيرة إلى أنها لو اعتمدت على الفن من أجل العيش, لكانت في طي النسيان, شأن العديد من الفنانين, الذين يعيشون من مداخيل هذا الميدان, فظروفهم المادية للأسف مزرية.من جانب آخر, انتهت أسماء من تحضير أغنيتها الجديدة "صباح الخير" كلمات محمد الصقلي, وألحان محمد زيان. وفي تصريح ل"المغربية" قالت أسماء إن الأغنية تذاع, حاليا, على "راديو 2M ", وستشارك بها في حلقة مقبلة من برنامج "سهران معاك الليلة", الذي يقدمه عماد النتيفي على القناة الثانية, موضحة أن الأغنية أنتجتها من مالها الخاص, ولو لم تقم بذلك, لما رأت النور. في السياق نفسه, أكدت لزرق أنها أنجزت, قبل "صباح الخير" أغنيتين سينجل من مالها الخاص, الأولى تحمل عنوان "باغي نعيش" والثانية "أولادي" من ألحان الفنان نعمان لحلو, وتتحدث عن الغربة, موضحة أنها شاركت بها في برنامج "نغموتاي" على القناة الأولى. عشقت أسماء لزرق الغناء في سن صغير, إذ بدأت بتجويد القران في السابعة من عمرها, بعدها شاركت في الحفلات المدرسية, بحيث كانت تغني مختلف الألوان الموسيقية. لما بلغت سن الخامسة عشرة, شاركت في برنامج "نجوم ونجوم", الذي كان يقدمه عتيق بنشيكر على القناة الثانية, وأدت أغنية "إنت عمري" و"سيرت الحب", التي شاركت بها في النهائيات, ونالت بها الرتبة الثانية على الصعيد الوطني, بعد يوسف الجريفي. بعد إطلالتها على برنامج "نجوم ونجوم", عادت أسماء لزرق إلى تارودانت مسقط رأسها, حيث استقرت سنة كاملة, بعيدة عن الفن, قائلة "كنت مضطرة للابتعاد عن الساحة الغنائية لفترة, لأنني أعيش في منطقة بعيدة عن الملحين والأستوديوهات, ما جعلني أراجع أوراقي". كانت فترة وجود أسماء في تارودانت, ساعدتها على تعلم فن الملحون, خصوصا أن جدها كان يكتب الملحون ويغنيه, وكان والدها يشجعها على غناء هذا اللون المتميز. بعد ذلك, اتصلت بالفنان عمر بوري, الذي تعلمت على يده أصول الملحون وقواعده. ووجدت في هذا اللون الغنائي راحة ورغبة كبيرتين, سيما أن الساحة الغنائية المغربية تفتقر لأصوات نسائية, باستثناء بعض الوجوه المعروفة القليلة, مثل ماجدة اليحياوي, وحياة بورخيص. استمعت لزرق إلى قصيدة الملحون "الأم", التي أعجبت بكلماتها, وفكرت في أن تترك بصمة في هذا المجال الغنائي. عشقها للملحون مكنها من المشاركة في مهرجان الموسيقى العريقة بفاس, كما شاركت في عدة مناسبات دولية, منها مشاركتان بفرنسا وحضور ببلجيكا, كما شاركت في مهرجان "الجم" بتونس, الذي اعتبرته عرسا غنائيا, حيث كان كل مطرب يمثل بلده فوق خشبة المسرح, من خلال لونه الموسيقي, فامتزجت كل الأطياف الموسيقية, من ملحون وشرقي وإفريقي. اعتبرت أسماء تجربة مشاركتها في المهرجانات العربية والدولية, قيمة مضافة لمسارها الغنائي, إذ تعلمت الكثير, والتقت بوجوه فنية كبيرة, إلى جانب إغناء رصيدها الفني, من خلال التقائها بثقافات مختلفة. ترى المطربة الصاعدة أن الغناء يجري في دمها, ورغم المشاكل التي يواجهها الميدان, فهي متشبثة به, كاشفة أن مشاكل الفن معنوية أكثر منها مادية, قائلة "نحن جيل الشباب نحتاج إلى دعم ومساعدة الفنانين الكبار ذوي التجربة, كي نتخطى هذه المشاكل", وأكدت أنه لو كان شخص آخر غيرها واجه مشاكل في هذا الميدان الغنائي, لتركه دون تردد, لكن عشقها للغناء, وحبها للفن وإيمانها بأن الغد سيكون أفضل جعلها تساند نفسها بنفسها ماديا. شاركت أسماء, أخيرا, في برنامج "غنيها وعليها" على قناة إم بي سي, وجرى اختيارها للمشاركة في هذا البرنامج, بعد إجراء كاستينغ جمع شبابا من المغرب والجزائر وتونس, واستطاعت أن تنال إعجاب القيمين عن البرنامج, الذي غنت والتقت فيه بألمع نجوم الساحة العربية. لم تتحمس لزرق لفكرة الذهاب إلى الشرق للغناء, لأنها تفضل أن تنطلق من بلدها, وتتمنى أن يولي القيمون على الميدان اهتمامهم بالجيل الصاعد من الشباب, الذي يتمتع بأصوات جميلة, التي عار أن تظل مهمشة, وفي طي النسيان. وفي هذا الصدد قالت إنها ترغب في الذهاب للشرق, من أجل العمل على أساس أن يكون استقرارها في المغرب, لأنها عاشقة للملحون وتحب الأغنية المغربية وفخورة بروادها وصناعها. تحب أسماء لشكر الاستماع لجميع المطربين المغاربة دون استثناء, لأنه حسب قولها, لهم مكانة كبيرة في قلبها, كما تعشق صوتي شيرين عبد والوهاب وفاضل شاكر.