قال أندري أزولاي، مستشار جلالة الملك محمد السادس، الثلاثاء المنصرم، خلال جلسة عرض أشغال الورشات الأربعة لمؤتمر "حرية الإعلام في الشراكة المتوسطية"، المنعقد في مراكش..إنه عند استماعه لما خلصت إليه هذه الأشغال، تولد لديه "إحساس أننا نتحدث في قلب بلد فاعل، مهم جدا في حوار شمال جنوب، ومصمم على ربط شراكة أورومتوسطية قوية، والوصول بها إلى أبعد الحدود". وسجل أزولاي أن الحديث عن الدفاع عن القيم، في الدول الأورومتوسطية، يجب أن يستحضر "أننا لسنا نسخا مصغرة للدول الأوروبية، بل نحن كيانات، لها ثقافتها وتاريخها". وركز أزولاي، رئيس مؤسسة "أنا لينت"، على ما خلصت إليه ورشة مناهضة خطاب الكراهية، وقال "إننا نحرص على القضاء على هذا الخطاب، من خلال وضع آليات، واتخاذ إجراءات". وأضاف "جميعا، مسلمين ويهودا ومسيحيين، نرغب في التعايش، ومناهضة خطاب الكراهية غابت عن العديد من اللقاءات الأوروبية، وها أنا أسمعه هنا"، مضيفا أنه يجب الاشتغال مع الصحافيين لمناهضة هذا الخطاب، وردم الهوة بين الثقافات والمجتمعات والمجموعات، واعتبر أن ما تمخضت عنه أشغال الورشات، من نقاش حول حرية الإعلام، وحرية التعبير، والحق في الولوج إلى المعلومة، والحق في التنقل، ومحاربة خطاب الكراهية، يعكس أن "الصحافيين يسيرون في المسار الصحيح، ويدافعون عن عدد من القيم، في الوقت الذي لا نستطيع، نحن السياسيين، الدفاع عن ذلك بالقوة نفسها، وبالخطاب نفسه". وفي مؤتمر "حرية الإعلام في الشراكة المتوسطية"، الذي شارك فيه، على مدى يومين، حوالي 80 مؤتمرا، يمثلون الجسم الصحفي بعدد من الدول الأورومتوسطية، ومن شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وممثلون عن الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية، وباحثون ومكونون في المجال الإعلامي، قال أزولاي "نحن، السياسيين، أخطأنا، وكنا ديماغوجيين، أما أنتم، أيها الصحافيون، فعرفتم كيف تسلطون الضوء على القضايا الأساسية والمركزية". وأضاف "من موقع المسؤولية المهنية، تقولون، نحن سنعلن، لا لخطاب الكراهية، وعليكم، أيها السياسيون، وضع آليات سياسية وتشريعية لمحاربة هذا الخطاب". وأعلن أزولاي عزم مؤسسته "أنالينت" تنظيم لقاء في مارس المقبل، سيضم حوالي 600 منظمة من المجتمع المدني والسياسي، في ضفتي البحر الأبيض المتوسط، من أجل التحاور حول عدد من القضايا المطروحة في المنطقة. وأعلن سفير بلجيكا ، التي ترأس الاتحاد الأوروبي، أنه سينطلق العمل، في أبريل المقبل، بقانون جديد، يسمح لأصحاب بعض المهن بالدخول إلى دول الاتحاد دون تأشيرة، موضحا أن هذا الإجراء سيشمل الصحافيين، وأن هناك إجراءات، يجري الآن تداولها لتفعيل هذا القانون، واعتبر أن هذا الخيار الأوروبي يتجاوب مع مطلب حرية تنقل الصحافيين، بين دول الشمال والجنوب. وشكلت خلاصات النقاشات في الورشات الأربعة، التي انبثقت عن المؤتمر، مادة خام، لإصدار عدد من التوصيات، التي قال طوم كراف، مسؤول العلاقات الخارجية في اللجنة الأوروبية، إنه لا ينبغي أن تبقى حبرا على ورق، معلنا أن التقرير، الذي سينجزه حول هذا المؤتمر، وسيرفعه إلى المفوضية الأوروبية، سيكون أول تقرير يصل إلى هذه الهيئة في تشكيلتها الجديدة، وأنها ستتداوله في أول اجتماعاتها (الذي يتوقع أن يكون انعقد أمس الأربعاء). وركز كراف على عنصر التكوين والتأهيل، من خلال تنظيم عدد من اللقاءات والندوات. وركزت توصيات مؤتمر "حرية الإعلام في الشراكة المتوسطية" على عنصر التكوين وتبادل الخبرات والتجارب، كما دعت الحكومات إلى وضع آليات تشريعية لحماية حرية الإعلام، وحرية التعبير، ومحاربة خطاب الكراهية، وعلى ضرورة وضع قوانين وتشريعات، منسجمة مع التحولات والتطورات، التي يعرفها قطاع الإعلام، مع الأخذ بعين الاعتبار المستجدات، التي تطرحها التكنولوجية الحديثة. ودعا المشاركون إلى وضع مدونة إليكترونية لتعميم أشغال المؤتمر، وفتح حوار موسع حول خلاصاتها.