أكد رئيس مؤسسة "أنا ليند" السيد أندري أزولاي أن المؤتمر الإقليمي حول "حرية الإعلام في الشراكة الأورومتوسطية"، الذي نظم يومي ثامن وتاسع فبراير الجاري بمراكش، ساعد على توضيح الرؤية في النقاش حول حرية الصحافة وآلياتها. وأضاف السيد أزولاي، في تدخل له أمس الثلاثاء خلال اختتام أشغال هذا المؤتمر الذي نظمه الاتحاد الأوروبي بشراكة مع مركز حرية الإعلام في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن "مؤتمر مراكش ساهم في تحقيق تقدم جماعي بمساعدتنا على جعل النقاش أكثر وضوحا حول حرية الصحافة وآليات هذه الحرية التي يستغلها أولئك الذين يدعون إلى الكراهية وانقسام مجتمعاتنا". ونوه السيد أندري أزولاي بما لمسه من توافق آراء المشاركين في هذه التظاهرة لمواجهة الخطابات الداعية إلى التعصب ضد الانفتاح الثقافي والاجتماعي مقابل خطاب العقل والنضج، مبرزا أنه بتبني هذا الاختيار، فإن وسائل الإعلام بالمنطقة المتوسطية في انسجام تام أخلاقيا وإيديولوجيا مع المتطلبات التي تفرضها مسؤولية الإخبار. وأشار رئيس مؤسسة "أنا ليند" إلى أنه "بالتصدي بنفس الإرادة والعزيمة لكراهية الإسلام ولكل أنواع الإقصاء والعنصرية، يمكن توفير الفرص الحقيقية لفضاء أورومتوسطي متصالح مع قيمه العميقة التي تأسس عليها". وحيا السيد أزولاي، في هذا السياق، حضور الصحافية المصرية الشابة إيثار الكتاتني في هذه الجلسة والتي نالت بفضل عملها حول "أزمة الهوية" جائزة 2009 لأحسن صحفي بمنطقة البحر الأبيض المتوسط التي تمنحها مؤسسة "أنا ليند" والتي ترأس لجنة التحكيم فيها هذه السنة الكاتب أمين معلوف. وقال السيد أندري أزولاي "يسرني في هذا الصدد أنه في مراكش، في قلب التاريخ والحضارة المغربية، قرر العشرات من الصحافيين القادمين من حوالي 30 دولة تنظيم أنفسهم بإحداث شبكات وآليات كفيلة بإعادة إعطاء حوار الثقافات والديانات والحضارات مشروعيته الحقيقية". ولاحظ السيد أزولاي أن توصيات مؤتمر مراكش ستتم مناقشتها في الفترة ما بين 4 و7 مارس المقبل بمدينة برشلونة، وذلك في إطار المنتدى الذي ستنظمه مؤسسة "أنا ليند" والذي يهدف إلى إسماع صوت المجتمعات المدنية الممثلة ل`43 دولة ب"الاتحاد من أجل المتوسط". وأضاف رئيس مؤسسة "أنا ليند" أن حوالي 600 منظمة غير حكومية ستشارك في العاصمة الكاطالانية في هذا التجمع الفريد من نوعه والذي سيتضمن برنامجه عدة مناقشات سيخصص حيز هام منها لدور ومسؤولية وسائل الإعلام "في بناء مجتمع أورومتوسطي جلي وطموح وغير معقد".
ومن جهته، أعطى رئيس بعثة المفوضية الأوروبية بالمغرب السيد إينيكو لاندابورو لمحة عن حرية الصحافة وحرية التعبير بأوروبا التي تعتبر، حسب قوله، ضاربة في القدم لدى بعض الدول بهذه القارة، مشيرا إلى أن أحد مميزات الاندماج في الاتحاد الأوروبي يكمن في توجيه بعض البلدان لتبني القيم والمبادئ التي ترسخ الديمقراطية والمتمثلة في احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية. وقال إن حرية التعبير وحرية الصحافة تبقى رهينة بتواجد "إطار قانوني واضح"، معتبرا أن هذه الحرية "لا تسقط من السماء بل هي نضال مستمر كيف ما كان الإطار الذي يشتغل فيه الصحافي". وأكد السيد إنيكو لاندابورو، خلال هذه الجلسة، التي حضرها، على الخصوص، سفيرا بريطانيا والبرتغال إلى جانب ممثلي سفارات ألمانيا وإسبانيا وجمهورية تشيك ومصر بالمغرب، على ضرورة التحلي باليقظة والنضال السياسي لاكتساب حرية الصحافة ومحاربة العوائق التي تعترض توسيع مجالها، مشددا على أن الدفاع عن الحريات الأساسية يعتبر جزء مندمجا من المشروع السياسي للاتحاد الأوروبي. وتمحورت أشغال هذا المؤتمر، الذي شارك فيه أزيد من 80 صحافي من عدة منابر إعلامية ومنظمات تعنى بحرية الإعلام ومعاهد لتدريب الصحافيين من بلدان المنطقة، حول مواضيع همت "حرية التعبير والصحافة" و"إشكالية خطاب الكراهية ودور الإعلام في الحوار الثقافي" و"نماذج تدريب الصحافيين للرفع من كفاءتهم المهنية" و"إشكالية أخلاقية المهنة" و"حق الإعلاميين في التنقل عبر بلدان المنطقة الأورومتوسطية" و"حماية وسلامة الصحافيين في مناطق النزاعات" و"حق الإعلاميين في الحصول على المعلومات من دولهم ومن المؤسسات الحكومية التابعة للشراكة الأورومتوسطية".