لفظ طفل لا يتجاوز عمره 15 سنة، أنفاسه الأخيرة، إثر شجاره مع طفل آخر يقاربه في السن، مساء الاثنين الماضي، بحي الزيتونة في المدينة القديمة بطنجة.الضحية هشام القايد وحسب شهود عيان حكوا تفاصيل ما وقع لوالدة الضحية، أوضحت الأخيرة أن ابنها المسمى قيد حياته، "هشام القايد"، كان يجري مع رفيقه، وحينما وصل الاثنان إلى مكان الجريمة، جلسا من أجل أخذ أنفاسهما، وفي هذه اللحظة، تقدم منهما الجاني المسمى "محمد"، وقام بحركة استفزاز استهدفت الضحية، إذ اشتبكا بالأيدي في النهاية، ولأن الجاني بنيته قوية، أمسك بالضحية ودفع به نحو الحائط بعنف مرتين، ثم ضغط عليه بذراعيه، ولم يتركه، إلا وهو جثة هامدة. وحمله أبناء الحي إلى منزل أسرته، ومنه نقلته سيارة الإسعاف إلى مستشفى محمد الخامس، لتلقي الإسعافات الأولية، غير أن الضحية وصل ميتا إلى قسم المستعجلات، حسب ما صرحت به أخته قائلة "بمجرد ما كشف عنه أحدهم بالمستشفى، ردد إنه ميت"، ثم أضافت بصوت مكلوم متقطع "هو الوْلد اللي عندنا". وشيع جثمان الضحية بعد صلاة ظهر الأربعاء الماضي في موكب جنائزي، حضره كثير من أطفال حي الزيتونة، بمن فيهم أفراد أسرة الجاني، الذين قدموا تعازيهم. الجاني، الذي ألقي القبض عليه من طرف رجال الشرطة، ساعات بعد ارتكابه الجريمة، يدرس في التكوين المهني، وأصيب بصدمة لأنه لم يصدق ما وقع. أما الضحية، فقد كان يزاول تجارة بيع ملابس النساء بحي المصلى، ونادرا ما كان يوجد بالحي الذي يقطنه، تقول والدته وهي تدرف الدموع وتردد بانطباع هيستيري "وْلدي مْن الخدمة للدار، وْلدي من الدار للخدمة.. مْشى لي وْلدي". هكذا أسدل الستار عن جريمة قتل، نفذها طفل في حق طفل من الحي نفسه، تجرعت على إثرها أسرتاهما كأس المرارة والألم، حينما غادر الضحية في لحظة دنياه، وينتظر المتهم جزاء ما اقترفت يداه عن غير قصد.