تنطلق، غدا الأحد، بأنغولا الدورة 27 من نهائيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم، التي تستمر إلى غاية 31 من الشهر الجاري، في غياب منتخبي المغرب وجنوب إفريقيا، اللذين يحظيان بمكانة محترمة داخل المشهد الكروي في القارة السمراء.خيبة أمل مغربية من الغياب عن المونديال الإفريقي (كرتوش) رغم المرحلة الصعبة التي يمران بها في الوقت الحالي، وبدرجة أكبر منتخب جنوب إفريقيا، بحكم أنه يستضيف، الصيف المقبل، نهائيات كأس العالم. ومن المنتظر أن تشهد دورة أنغولا، صراعا قويا ومحتدما بين المنتخبات 16 المشاركة للظفر باللقب القاري، خاصة مع التطور الكبير، الذي عرفته الممارسة الكروية بإفريقيا ، خلال السنوات القليلة الماضية، إلى درجة أن الكثير من الأحكام المسبقة لم تعد لها أي قيمة، بالنظر إلى المستوى التقني المتميز، الذي أبانت عنه المنتخبات الإفريقية سواء في الدورات النهائية الأخيرة، أو في مرحلة التصفيات المزدوجة لكأسي العالم وإفريقيا، للعام 2010. وفي ظل هذا المعطى، يأمل المنتخب المصري في التتويج باللقب القاري للمرة الثالثة على التوالي، بهدف تعويض جماهيره عن الإقصاء من المونديال، لكن هذه المهمة لن تكون سهلة، في ظل وجود حواجز عالية من حجم الكوت ديفوار، وغانا، ونيجيريا، والكاميرون، والجزائر، وجميعها تحذوها رغبة إحراز اللقب، والعودة إلى دائرة الأضواء، بعد سنوات من الغياب عن منصة التتويج. بالمقابل، تدخل منتخبات مالي، والموزمبيق، والمالاوي، والبنين، والغابون، غمار النهائيات، بغاية إثبات الذات، وتأكيد أن النتائج الإيجابية المحصل عليها في مرحلة التصفيات، لم تأت صدفة، وإنما نتيجة عمل جاد، يجري القيام به في هذا الإطار. وذهب الدولي المغربي السابق، مصطفى حجي، في تصريح خص به صحيفة "لوربيبلكان لورين" الفرنسية الجهوية، إلى أن منتخب الكوت ديفوار يعد مرشحا قويا للظفر بلقب دورة أنغولا، لأنه "يتشكل من لاعبين أقوياء، وفي جميع مراكز اللعب، خاصة أنه سيكون معززا بلاعبه ديديي دروغبا، الذي ستكون هذه المحطة الأخيرة بالنسبة له. ثم هناك منتخب الجزائر، الذي عاد إلى الواجهة، بفضل جيل رائع، بعد غياب عن الساحة الدولية مدة قاربت 24 عاما". ويشاطر بول لوغوين، مدرب المنتخب الكاميروني، حجي رأيه، عندما رشح في تصريح لصحيفة "ويست فرانس"، المنتخب الإيفواري للفوز بالكأس القارية، مضيفا إليه غانا، ثم الكاميرون. ورغم هذه التوقعات، من الممكن أن يحقق منتخب أنغولا، منظم الدورة مفاجأة من العيار الثقيل، من خلال استثمار عاملي الجمهور والملعب، لينضاف إلى لائحة المنتخبات المرشحة للقب القاري.