شهدت الساحة الثقافية المغربية, خلال سنة 2009 , حرب بيانات عاصفة بين أعضاء المكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب، نتيجة العطالة التي دامت قرابة سنة، والتي فجرت أزمة حادة داخل الاتحاد، انتهت باستقالة الرئيس محمد عقار، والاتفاق حول عقد المجلس الإداري للاتحاد يوم 16 يناير المقبل, بالرباط.وعرفت السنة ذاتها، أزمة عاشها بيت الشعر، جراء انشقاق بعض أعضائه، الذين اتهمهم البيت بقرصنة مهرجان الشعر الإيبيري، الذي كان مقررا تنظيمه من قبل، فضلا عن بعض الخرجات الإعلامية لبعض الرؤساء السابقين لبيت الشعر، خصوصا الشاعر محمد بنيس، الذي أدلى بحوار مطول لجريدة "الفجر" الجزائرية, تحامل فيه على البيت وبعض أعضائه، رغم بعض الإنجازات التي حققها هذا الأخير, خلال السنة ذاتها, بمنحه جائزة الأركانة للشاعر العراقي سعدي يوسف. كما شهدت 2009 , أزمة بين مدير مسرح محمد الخامس محمد نسيب المسناوي، ووزارة الثقافة التي اتخذت قرارا بفصله اعتبر خطأ، لأن إقالة المدير، الذي يعين بمرسوم ملكي لم تكن من اختصاص الوزارة. وعرفت السنة التي ودعناها أيضا، انتقال حقيبة وزارة الثقافة إلى الروائي والمفكر والشاعر بنسالم حميش بعد إعفاء الممثلة ثريا جبران, إثر تعرضها لأزمة صحية. كما عرفت السنة ذاتها، جدلا واسعا حول من يستحق بطاقة الفنان، ما تسبب في بعض الانشقاقات داخل النقابات، خصوصا في قطاع الفنون التشكيلية, الذي عرف تأسيس نقابة جديدة ترأسها محمد الملاخ، وحملت اسم النقابة المغربية للفنانين التشكيليين المحترفين. سنة 2009 , شهدت أيضا، جدلا كبيرا حول رواية "محاولة عيش" للأديب الراحل محمد زفزاف، كما شهدت رحيل العديد من المبدعين والمفكرين المغاربة, أمثال الروائي والمفكر عبد الكبير الخطيبي, والسياسي والمفكر عبد الهادي بوطالب، والمؤرخ عبد الوهاب بن منصور، والشاعر بنسالم الدمناتي، والشاعر والكاتب والمترجم مصطفى القصري، والباحث والشاعر والأديب فريد الأنصاري، والفنانة التشكيلية مريم مزيان، والفنان التشكيلي المكي امغارة، والفنانة التشكيلية بنحيلة الركراكية، والفنان المسرحي محمد سعيد عفيفي, والمؤلف والمخرج المسرحي عباس إبراهيم، والمسرحي العربي بلشهب، والزجال محمد الزياتي الإدريسي. ورغم هذه الأزمات والإخفاقات وحالات الجمود, التي عاشتها الساحة الثقافية على صعيد بعض المؤسسات، إلا أن هناك بعض الحراك والنجاح اللذين تميزت بهما هذه السنة، التي كانت أيضا، سنة تتويج للإبداع والفكر المغربيين، من خلال حصول مجموعة من الأدباء على جوائز رفيعة, مثلما هو الشأن بالنسبة للشاعر عبد اللطيف اللعبي، الذي حصل على أرفع جائزة فرنسية وهي جائزة "جونكور"، والمفكر محمد عابد الجابري الذي حصل على جائزة ابن رشد، والروائي بنسالم حميش، الذي حصل على جائزة نجيب محوظ، والشاعر حسن نجمي، وعبد اللطيف الوزاري، وعبد السلام الشدادي، وإدريس علوش، وعبد السلام الطويل، ونادية بنجلون، وغيرهم.