بادرت مجموعة من أبناء وأحفاد شهداء الاستقلال، والمقاومة الوطنية، يوم الأحد 27 دجنبر الجاري، إلى إحداث "جمعية أبناء شهداء الاستقلال". جانب من الحضور أثناء الاجتماع التأسيسي (خاص) وانتخب عبد الكريم الزرقطوني، نجل محمد الزرقطوني، رئيسا للهيئة الجديدة، والدكتور محمد الذهبي، نجل الشهيد الذهبي، نائبا للرئيس، ومحمد جودار، ابن محمد جودار، كاتبا عاما، ومجدول عبد الجليل الحريزي، ابن إدريس الحريزي، نائبا للكاتب العام، ومحمد بوعوش، ابن الشهيد بوعوش، الذي حكم عليه بالإعدام في واد زم، أمين المال، وشهيد حمان الفطواكي، نجل حمان الفطواكي، من مجموعة مراكش، نائبا لأمين المال، والدكتور فؤاد السلاوي، نجل الشهيد السلاوي، من مجموعة فاس، وحسن الروداني، ابن إبراهيم الروداني، وعبد القادر لشهب، ابن محمد الأشهب، من مجموعة وجدة، مستشارين. وقال عبد الكريم الزرقطوني، في تصريح ل "المغربية"، إن الجمعية، التي تضم كل أبناء شهداء الاستقلال، هي "جمعية نريدها أن تكون حقيقية، ممثلة لأبناء الشهداء، بالصيغة المعنوية، وليس بالمفهوم المادي، وإطارا لجمع شملهم، وإيصال رموز وروح المقاومة، من أجل الحرية والاستقلال، إلى الأجيال الصاعدة، التي غالبا ما تجهل الكثير من تاريخها الوطني، الحافل بالبطولات". وتابع الزرقطوني، الذي هو في الوقت ذاته، الكاتب العام ل "مؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث"، أن "ما يميز الهيئة الجديدة، هو أن كل أفرادها تعلموا في مدرسة واحدة، هي مدرسة أبناء الشهداء، الموجودة في الحي المحمدي، بالدارالبيضاء، التي دشنها المغفور له، محمد الخامس، في يونيو 1957، وكانوا دائما على اتصال دائم، بعضهم مع بعض"، مضيفا أن هاجس الجمعية هو "المحافظة على هذا التواصل، واستمراريته إلى أحفاد الشهداء، والأجيال المقبلة". وقال الناشط الجمعوي إن الجمعية تضع نفسها في خدمة القضية الوطنية الأولى، وترسيخ قيم المواطنة، والحفاظ على المكتسبات، التي حققها الرعيل الأول من المقاومين، والوطنيين، ونقل إشعاع المقاومة إلى الأجيال الصاعدة. وأوضح الزرقطوني أن الجمعية هي هيئة مستقلة، وليست تابعة لمؤسسة الزرقطوني، رغم أن المقرر واحد، مشيرا إلى أن الرابط بين الهيئتين هو أن الانشغال واحد، هو الاشتغال، في إطار التعريف بتاريخ المغرب، وعلى الخصوص الحركة الوطنية والمقاومة، وما قدمه شهداء الاستقلال من تضحيات، من أجل الحرية والاستقلال". من جانبه، ذكر الدكتور محمد الذهبي، نائب الرئيس، عميد كلية الاجتماعيات بجامعة الأخوين بإيفران، في تصريح مماثل، أن الهدف من تأسيس الجمعية هو "جمع الشمل، وإحياء ذكرى شهداء الاستقلال، والحركة الوطنية، لأن هذه الذكرى، بدأت تضعف، ولم تعد تتسم بالمواصفات التي كنا نشعر بها، نحن أبناء الشهداء، في السابق، ما يدعو إلى إيجاد إطار للاهتمام بالحركة الوطنية وتاريخها، خصوصا أن المغرب، في حاجة، اليوم، أكثر من أي وقت، إلى استثمار رصيده التاريخي، لتعزيز هويته الوطنية، وأسس دولته الحديثة". وينص القانون الأساسي للجمعية، التي يوجد مقرها ب: 90 شارع 11 يناير بالدارالبيضاء، وهو المقر ذاته، لمؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث، أن من أهداف الهيئة، التذكير بالتضحيات، التي تتعلق بالأسرة العلوية، وبالملاحم الوطنية وشهداء الاستقلال، والتعريف بتاريخ الحركة الوطنية، والمقاومة وجيش التحرير، والمساهمة في التعريف بتاريخ شهداء الاستقلال، على الصعيد الوطني، وفي المناسبات الوطنية والدولية، والمساهمة في إحياء التضحيات الرسمية، التي لها علاقة بالمقاومة، وبطولات الشهداء، ثقافيا، وفنيا، ورياضيا، على الصعيدين الوطني والدولي. كما تهدف الجمعية، إلى توثيق العلاقات بين أعضاء الجمعية، والجمعيات المنتمية إلى أسرة الشهداء، وتنظيم دورات تكوينية وتدريبية للباحثين الشباب، والمهتمين بتاريخ المقاومة، إضافة إلى مساعدة أبناء وأسر شهداء الاستقلال، لتعميق التعارف في ما بينهم، وتشجيع ازدهارهم الاجتماعي والاقتصادي. وخلال الاجتماع التأسيسي، الذي حضره أكثر من 20 مشاركا، من أبناء شهداء الاستقلال، تركزت الكلمات والتدخلات، على أهمية المبادرة، في هذا الوقت بالذات، الذي قالوا إنه وقت يقتضي التعبئة والتحرك، من أجل المساهمة في الحفاظ على المكتسبات، التي حققها المغرب، في كل الأصعدة، مبرزة الدور الذي تقوم به مؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث، لصيانة الذاكرة الوطنية، وتاريخ المقاومة، والحركة الوطنية، بروح وطنية عالية، وعلى أسس علمية نزيهة، لا يشوبها أي شك، ولا يعتريها أي نقصان، وإيصال ذلك إلى الأجيال الصاعدة، من خلال التظاهرات، التي تقيمها في مناسبات وطنية عدة، وعلى رأسها عيد الاستقلال، وذكرى ثورة الملك والشعب، وذكرى المطالبة بالاستقلال. وأكدت التدخلات أنه من الضروري المحافظة على صورة المقاومة، وما قام به المقاومون من أعمال عظيمة، بروح وطنية عالية، مؤكدة أن الإطار الجديد، الذي إن كان تأخر قليلا، فإن أمامه مسؤوليات جسيمة، لترسيخ الذاكرة الوطنية، وتعميق الوطنية الحقة، في أوساط الأجيال الصاعدة والمقبلة. وتوج الاجتماع التأسيسي بطرح مجموعة من المقترحات، منها، على الخصوص، إحداث صندوق للجمعية، يمول من طرف أبناء الشهداء والمقاومين، وتكوين جمعيات لأبناء الشهداء والمقاومين، تكون تابعة للجمعية الكبرى، وتأسيس جمعيات لأبناء المقاومين، وتنويع التظاهرات الثقافية والرياضية، واقتراح إنجاز فيلم طويل، لتوثيق تاريخ المقاومة، وآخر للشهيد الزرقطوني. وفي ختام الاجتماع، رفع الحاضرون برقية ولاء وإخلاص إلى جلالة الملك محمد السادس.