اختارت مؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث، إحياء ذكرى 11 يناير 1944، تاريخ تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، في جماعة لهدامي، الواقعة في منطقة أولاد سعيد بالشاوية، التي أنجبت مجموعة من المقاومين، والمساهمين ببسالة في معركة الحرية والاستقلال. بعض المتدخلين في لقاء 11 يناير تحت شعار تكريس الوحدة الترابية وذكر بلاغ لمؤسسة الزرقطوني، توصلت "المغربية" بنسخة منه، أن هذا الاختيار جاء ليكسر رتابة تنظيم اللقاءات التواصلية والتعبوية، التي كانت تقام، في السنوات الأخيرة، في محور الرباط الدارالبيضاء، ما يعكس إرادة المؤسسة، وسعيها إلى مد جسور الروابط بين أبناء مختلف جهات البلاد، وتراثهم النضالي التحرري، الذي صنع ملاحم النضال، دفاعا عن كرامة البلاد وعزتها. وتميز إحياء الذكرى، التي أقيمت تحت شعار "التعبئة لتكريس الوحدة الترابية"، بتنظيم مهرجان احتفائي، في جو وطني حماسي، أعاد استحضار معالم نضال أبناء المنطقة، ضد الاستعمار وآلته المدمرة، التي اكتسحت المنطقة، منذ سنة 1907، عقب احتلال الفرنسيين مدينة الدارالبيضاء. وحرصت كلمة مؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث، على استلهام هذا البعد، عبر الكلمة، التي ألقاها عبد الكريم الزرقطوني، نجل الشهيد محمد الزرقطوني، الكاتب العام للمؤسسة، ورئيس "جمعية أبناء شهداء الاستقلال"، أبرز فيها الدلالات العميقة لتوجه المؤسسة لإحياء هذه المناسبة، في قلب منطقة أولاد سعيد، وهي المنطقة، التي كان لها شرف تسجيل محطات مضيئة في مسار النضال التحرري، سواء خلال مرحلة انطلاق الغزو والاحتلال المباشر سنة 1907، أو عقب تبلور خلايا الحركة الوطنية الجنينية، عند بداية ثلاثينيات القرن الماضي، أو مع احتضان جماعات العمل الفدائي المسلح، الذي برز إلى الوجود، مع اندلاع ثورة الملك والشعب سنة 1953. وذكر الزرقطوني أنه، خلال هذه المحطات، سجلت منطقة أولاد سعيد الكثير من معالم الشموخ والإباء، التي تحولت إلى أوسمة للفخر يستحق سكان المنطقة الافتخار بها بكل اعتزاز وتقدير. وعرضت العديد من الكلمات، التي ألقيت بالمناسبة، استكمال جوانب الموضوع، خاصة الشهادات التي ساهم بها كل من رئيس المجلس الإقليمي للمقاومة بالدارالبيضاء، والمقاوم محمد بن الظاهر، وباشا المنطقة، ورئيس بلدية أولاد سعيد.