يلتقي جمهور المشاهدين بالقناة الأولى، يومي الثلاثاء 16 و 23 يونيو 2009 في الحادية عشرة ليلا، مع حلقات جديدة من البرنامج التلفزيوني « الشاهد »، الذي سوف يستحضر نضال وحياة رمز المقاومة المغربية الشهيد محمد الزرقطوني، من خلال شهادة نجله عبد الكريم الذي يروي تفاصيل حياة الشهيد. تعرض هذه الحلقات بالتزامن مع الاحتفال باليوم الوطني للمقاومـة ( 18 يونيو ) وهو تاريخ استشهاده رحمه الله سنة 1954 . ولد الشهيد محمد الزرقطوني سنة 1927 بمدينة الدارالبيضاء وتربى في أحضان عائلة محافظة، وترعرع في أوساط الحركة الوطنية.. دخل الكتاب القرآني والتحق بالمدارس العربية الإسلامية، فنشأ شابا مغربيا مسلما، ودرس التاريخ فامتلأ إيمانا بدينه وتعلقا بوطنه، وتشبع بالفكر الثوري على الظلم والاستعباد، وكان من رواد الحرية وعشاقها، فعاش ومات من أجلها، خاض معركة الحياة بعصامية نادرة ونكران للذات. كان محمد الزرقطوني قوي المراوغة والمناورة حيال الفرنسيين، شديد الانتباه والحذر من أولئك الذين كانوا يتعقبونه ويفتشون عنه، خاصة بعد افتضاح أمر بعض منفذي عملية السوق المركزي بالدارالبيضاء في 25 دجنبر 1953 الذين اعتقلوا من طرف الشرطة الفرنسية والتي بدا لها أن الزرقطوني قد يكون أحد العناصر المدبرة الرئيسية والمحرك الأساسي لأعمال المقاومة والفداء. إلى أن اعتقل أحد أعز أصدقائه بمدينة فاس وهو البشير شجاعدين حيث تم افتضاح أمره أمام البوليس الفرنسي، وقد سبق للزرقطوني أن صرح أمام زملائه المقاومين « ... أعدكم أنه في حالة إلقاء القبض علي فسيلقون القبض على جثة هامدة » وكذلك كان يوم الجمعة 18 يونيو 1954 على الساعة الخامسة صباحا، حيث ابتلع حبة السم التي كان يحملها، وفتح الباب بدون مقاومة، وما أن وصل إلى مركز الشرطة، حتى كان جثة هامدة... وصار هذا اليوم 18 يونيو تاريخا للذكرى ويوما وطنيا للمقاومة ..