عاد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لسلسلة تصريحاته المتلفزة التي لا يفوت فيها الفرصة دون الحديث عن المغرب، وهذه المرة كانت حول ما وصفه تغيير إسبانيا لموقفها من قضية الصحراء أمر "غير مقبول أخلاقيا وتاريخيا"، وطالب "بتطبيق القانون الدولي"، لكي تعود العلاقات بين بلاده ومدريد إلى طبيعتها. وأضاف تبون في لقاء بثته القنوات التلفزيونية الجزائرية، مساء أمس "على إسبانيا ألا تنسى ان مسؤوليتها لا زالت قائمة في الصحراء الغربية، فهي تبقى القوة المديرة للإقليم في نظر القانون الدولي طالما لم يتم التوصل الى حل، مهما كانت طبيعته، في قضية الصحراء الغربية، وهو ما تناسته". حسب تعبيره. وتابع أن اسبانيا ليس لها الحق في "إهداء بلد مستعمر لدولة أخرى"، وقال إن بلاده "لها علاقات طيبة مع اسبانيا"، غير أن دعم إسبانيا لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب سنة 2007 "غير كل شيء"، وجعل بلاده تستدعي سفيرها في مدريد للتشاور. وزاد "الحكومة الاسبانية لم تستمع لآراء الآخرين في القضية الصحراوية، رغم أنه تم التعبير عنها في البرلمان وفي الشارع الاسباني". وادعى في تصريحاته أنه الجزائر "دولة ملاحظة" في ملف الصحراء، وقال إنها "تعتبر ان اسبانيا القوة المديرة للإقليم طالما لم يتم التوصل لحل". وتصر الجزائر وجبهة البوليساريو، على وصف إسبانيا بأنها القوة المديرة في الصحراء، رغم أن الحكومة الإسبانية سبق لها أكدت في العديد من المناسبات أن "إسبانيا لم تعد تربطها أي علاقة إدارية بالصحراء الغربية منذ يوم 26 فبراير 1976 تاريخ إرسال رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة لإخباره بهذا المستجد". كما أنه لا يتم وصف إسبانيا بأنها "قوة مديرة" في تقارير الأمين العام للأمم المتحدة حول النزاع، ولا في قرارات مجلس الأمن الدولي، حول النزاع. وعاد تبون ليخفف من لهجته وقال يجب أن "نفرق بين الحكومة الاسبانية والدولة الاسبانية التي لنا معها روابط متينة جدا. نطالب بتطبيق القانون الدولي حتى تعود العلاقات الى طبيعتها مع اسبانيا التي يجب ألا تتخلى عن مسؤوليتها التاريخية، فهي مطالبة بمراجعة نفسها". ولدى تطرقه لملف الطاقة، طمأن تبون الإسبان بأن بلاده "لن تتخلّى عن التزامها بتزويد إسبانيا بالغاز مهما كانت الظروف".