خرج الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، لأول مرة، للحديث عن موقفه من الدعم الإسباني لمقترح المغرب للحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية، كحل واقعي للنزاع المفتعل في الصحراء المغربية. وقال تبون، مساء السبت في مقابلة تلفزيونية، إن التحول في موقف إسبانيا تجاه قضية الصحراء "غير مقبول أخلاقيا وتاريخيا". ورأى تبون أن الجزائر "لها علاقات طيبة مع إسبانيا"، لكن الموقف الأخير لرئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز من القضية "غيّر كل شيء". على الرغم من ذلك، بدا تبون متشبثا بالعلاقات مع اسبانيا، متحدثا عن كون بلاده "لن تتخلى عن التزامها بتزويد إسبانيا بالغاز مهما كانت الظروف". وتابع: "لن نتدخل في الأمور الداخلية لإسبانيا، ولكن الجزائر كدولة ملاحظة في ملف الصحراء الغربية، وكذا الأممالمتحدة، تعتبر أن إسبانيا القوة المديرة للإقليم طالما لم يتم التوصل لحل" لهذا النزاع. كما طالب "بتطبيق القانون الدولي حتى تعود العلاقات إلى طبيعتها مع إسبانيا التي يجب ألا تتخلى عن مسؤوليتها التاريخية، فهي مطالبة بمراجعة نفسها". يشار إلى أن أزمة دبلوماسية اندلعت بين المغرب واسبانيا قبل سنة، حين استقبلت مدريد في أبريل 2021 زعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية إبراهيم غالي ب"هوية مزيفة" ودون إخطار الرباط، وهو ما اعتبرته الأخيرة "طعنة في الظهر". وفي مارس الماضي، عاد الدفء للعلاقات، بعد إعلان إسبانيا دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية لتسوية النزاع المفتعل في الصحراء الصحراء المغربية، أعقبته زيارة لرئيس الحكومة الاسباني بيدرو سانشيز للمغرب، مرفوقا بوزير خارجيته خوسيه مانويل ألباريس، والتقى بالملك محمد السادس، إلا أن عودة هذه العلاقات فجر غضب الجزائر، التي سحبت سفيرها من مدريد.