دافع رئيس الحكومة الإسبانية "بيدرو سانشيز"، الأربعاء، في البرلمان، عن موقف مدريد الجديد من قضية الصحراء المغربية، كما تلا على مسامع أعضاء البرلمان الرسالة التي بعث بها إلى الملك محمد السادس. وشهدت العلاقات المغربية الإسبانية انفراجا بعد اعتراف رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز بالمبادرة المغربية للحكم الذاتي بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف المتعلق بالصحراء المغربية. وشدد سانشيز الذي واجه انتقادات أحزاب معادية للمغرب بالبرلمان الإسباني، على أن الموقف الجديد لإسبانيا من نزاع الصحراء "يدعم الآن بشكل لا لبس فيه خطة المغرب للحكم الذاتي في الصحراء"، مضيفا أن موقف مدريد ينبع من "الإرادة الكاملة" لإسبانيا للمساهمة "بنشاط" في تسوية هذا الصراع الذي عمر طويلا. وأضاف "سانشيز" وفقا لما نقلته وسائل إعلام إسبانية، أن الموقف الجديد هو "خطوة إلى الأمام نحو تسوية هذا النزاع"، مضيفا أنه هدفه هو "الدفاع عن مصالح إسبانيا"، معتبرا المسار الجديد الذي سلكته إسبانيا فيما يخص قضية الصحراء هو "مسار السياسة الحقيقية". وتلا رئيس الحكومة الإسبانية الرسالة التي وجهها إلى الملك محمد السادس أمام أعضاء البرلمان الإسباني، مؤكدا أن مدريد تواصل دعم للعملية السياسية التي تقودها الأممالمتحدة، والبحث عن حل مقبول بالنسبة للطرفين. وفي هذا الإطار، اعتبر "سانشيز"، أن خطة الرباط في الصحراء هي "الأكثر مصداقية وجدية وواقعية"، مضيفا أن "موقف إسبانيا من قضية الصحراء يتماشى مع موقف شركائها الأوروبيين والعديد من الدول الأخرى"، كما أن المفوضية الأوروبية والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية يؤيدان قرار مدريد. في أعقاب ذلك، أشار رئيس الحكومة الإسبانية إلى أن فرنسا تدعم المقترح المغربي منذ سنوات، وألمانيا أعلنت دعمها لخطة الحكم الذاتي مؤخرا، والولايات المتحدة تواصل الإعراب عن دعمها للنهج الذي تتبعه المملكة. وزاد موضحا، أن "جميع قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة منذ عام 2007 وهي ترحب بخطة الحكم الذاتي و"الجهود الجادة وذات المصداقية" للمغرب. وشكل الموقف الجديد لإسبانيا باعترافها، رسميا، بالمبادرة المغربية للحكم الذاتي كحل واقعي وجدي وذو مصداقية لنزاع الصحراء المغربية، تحولا تاريخيا للجارة الشمالية للمملكة، بإعلانها موقفا واضحا وصريحا عكس ما كانت تنهجه سابقا، وهو ما يؤشر على انتصار الديبلوماسية المغربية التي غيّرت من سياستها تجاه مدريد مؤخرا. وأفاد بلاغ للديوان الملكي، أن رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، بعث رسالة إلى الملك محمد السادس، أكد فيها على أنه "يعترف بأهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب"، وأن "إسبانيا تعتبر المبادرة المغربية للحكم الذاتي بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف" المتعلق بالصحراء المغربية. واعتبر سانشيز في رسالته أن "ازدهار المغرب مرتبط بازدهار إسبانيا والعكس صحيح"، مشددا على أن "إسبانيا ستعمل بكل الشفافية المطلقة الواجبة مع صديق كبير وحليف"، مضيفا: "أود أن أؤكد لكم أن إسبانيا ستحترم على الدوام التزاماتها وكلمتها"، وأنه "سيتم اتخاذ هذه الخطوات من أجل ضمان الاستقرار والوحدة الترابية للبلدين". ويرى محللون أن العبارات التي تضمنتها رسالة سانشيز، حملت إشارات قوية على تبني مدريد لسياسة جديدة تجاه المغرب تروم محو تداعيات مجموعة من الأخطاء التي وقعت فيها الدبلوماسية الإسبانية في عدد من المحطات، خاصة بملف الصحراء، وعزمها طي صفحة الماضي وفتح علاقات جديدة مع المغرب قائمة على الوضوح والشفافية وبناء علاقات صداقة استراتيجية. الموقف الإسباني الجديد بالاعتراف بالمبادرة المغربية للحكم الذاتي كحل جدي وواقعي وذو مصداقية في تسوية نزاع الصحراء المغربية، أثار صدمة في الجزائر، حيث قرر نظام الرئيس عبد المجيد تبون استدعاء سفيره بمدريد من أجل التشاور، وذلك بأثر فوري. وأفاد بيان لوزارة الخارجية الجزائرية، اليوم السبت، أن "السلطات الجزائرية التي اندهشت من التصريحات التي صدرت عن أعلى السلطات الإسبانية بخصوص ملف الصحراء الغربية، وتفاجأت بهذا التحول المفاجئ لموقف القوة المديرة السابقة للصحراء الغربية، قد قررت استدعاء سفيرها بمدريد للتشاور بأثر فوري".