يحس الوافد على المستشفى الإقليمي بإنزكان كأنه يعيش بدولة متخلفة لم تصل بعد إلى طور النمو، فجميع الأقسام لا تتوفر إلا على هياكل بشرية لا تقدم أية مساعدة إنسانية لمرضى في أمس الحاجة للمساعدة ، وبعض الأسِرة التي أكل الدهر عليها وشرب، أما بالنسبة للنظافة فحدث ولا حرج ، فالروائح الكريهة تنبعث قبل الولوج إلى الداخل. زرنا هذا المستشفى – قسم الطب العام- لمساعدة أحد مرضى حي الجرف-إنزكان ،لا أقارب له ولا أهل، حاولنا أن نتواصل مع أحد المسؤولين ليرشدنا، جاوبنا "أن المريض سيتسبب لنا في المشاكل وأننا غير قادرين على مراقبته " فاستنتجنا أنه في حاجة إلى رشوة. هذا المستشفى الذي تحول سنة 1997 إلى مستشفى إقليمي بعد أن كان مركزا لعلاج السل والأمراض الصدرية منذ سنة 1960 لايتوفر على الشروط ولا على المواصفات الصحية الضرورية. فأجسام النساء الوالدات متناثرة على الأرض بقسم الولادة، والمختبر هيكل بلا روح ، وقسم الجراحة لا يحمل المواصفات الضرورية الواجب توفرها في مثل هذه الأقسام، في جناح الأشعة التجهيزات دائما معطلة، قسم الامراض العقلية تنبعث منه روائح كريهة وأصناف القمل تكاد تأكل أجسام المرضى، وما زاد الطين بلة خلو مصلحة المستعجلات من الأطر الطبية خصوصا في ساعات المساء، ناهيك عن الزبونية والمحسوبية التي ترافق حتى الإستفادة من الكرسي المتحرك التابع للمستشفى. يذكر أن هيئات للمجتمع المدني راسلت المدير الجهوي للصحة بسوس ماسة درعة السنة الماضية لتوضيح خطورة الأمر، وعقدت عدة لقاءات مع المدير المستقيل من مهامه، لكن دون جدوى.